جددت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرها من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن ربع الأطفال بين عمر ستة أشهر وخمس سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات الذين زاروا عياداتها خلال الأسبوع الماضي، يعانون من سوء تغذية حاد ومتوسط، في ظل ما وصفته المنظمة بـ"سياسة التجويع المتعمدة" التي تستخدمها إسرائيل كأداة حرب.
أطفال غزة يعانون من سوء التغذية.. وتجويع السكان سياسة متعمدة
وفي بيان صدر الجمعة 25 يوليو 2025، قالت المنظمة إن "استخدام التجويع كسلاح حرب من قبل السلطات الإسرائيلية بلغ مستويات غير مسبوقة، وأدى إلى معاناة كبيرة بين المرضى والعاملين في القطاع الصحي على حد سواء".
ارتفاع مقلق في أعداد المصابين
وكشفت "أطباء بلا حدود" أن عدد حالات سوء التغذية في عيادتها بمدينة غزة تضاعف أربع مرات منذ 18 مايو، بينما تضاعف معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة ثلاث مرات خلال الأسبوعين الأخيرين فقط.
وأشارت إلى أن الطاقم الطبي يسجل حاليًا ما لا يقل عن 25 حالة جديدة من سوء التغذية يوميًا، وهو معدل مقلق لم تشهده غزة من قبل.

أرقام صادمة للأطفال والنساء
وأكثر من 700 سيدة من الحوامل والمرضعات، ونحو 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد أو متوسط.
وسجلت عيادة غزة وحدها 983 حالة تغذية حرجة بداية يوليو، مقارنة بـ293 فقط في مايو
ومن بين الحالات المسجلة في يوليو، يوجد 326 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 23 شهرًا.

"مجاعة متعمدة".. وصف لا يحتمل التأويل
وقال الدكتور محمد أبو مغيصب، نائب المنسق الطبي مع "أطباء بلا حدود" في غزة: "نشهد للمرة الأولى هذا المستوى من سوء التغذية في القطاع. ما يحدث ليس نتيجة ظرف عارض بل هو تجويع متعمد. ويمكن إيقافه فورًا إذا سُمح بدخول الطعام بشكل كافٍ."
وشددت المنظمة في بيانها على أن "تجويع وقتل من يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية أمر غير مقبول ويشكّل جزءًا من حملة إبادة جماعية ممنهجة".

وظهرت في الصور التي نشرتها وكالات الأنباء أطفال يعانون من المجاعة في مناطق مثل جباليا، حيث يكافح الأهالي من أجل البقاء في ظل الحصار والقصف المستمرين، وانهيار النظام الصحي.
ولا ينذر الوضع في غزة بكارثة إنسانية فحسب، بل يثبت – وفقًا لـ"أطباء بلا حدود" – أن سياسة تجويع السكان باتت أداة حرب تمارس بشكل ممنهج، ويجب على المجتمع الدولي التحرك العاجل لإنقاذ أرواح آلاف الأطفال والنساء قبل فوات الأوان.