حذر المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، من تفاقم أزمة تطبيق "تيك توك"، مؤكدًا أن المشكلة لم تعد مقتصرة على المحتوى غير اللائق، بل تصاعدت مع انتشار ظاهرة البث المباشر، التي أصبحت منفذًا للتربح السهل دون ضوابط، وسط غياب واضح للرقابة.
وقال الحارثي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر قناة المحور، إن بعض المستخدمين يلجأون إلى تقديم محتوى مسيء أو استفزازي بهدف جذب الدعم المادي، في ظل عدم وجود معايير واضحة من المنصة تحكم نوعية المحتوى المقدم أثناء البث.
وأوضح الحارثي أن "تيك توك" يسمح لأي مستخدم ببدء بث مباشر بسهولة، ويتلقى خلاله ما يُعرف بـ*"رموز الدعم"* من المتابعين، وهي رموز مدفوعة تُحوّل إلى أموال نقدية ضمن ما يسمى بـ*"برنامج دعم المؤثرين".
وأشار إلى أن هذه الآلية المالية تفتقر لأي إشراف محلي، إذ تحتفظ المنصة بنسبة من الأرباح بينما يحصل المستخدم على الباقي، بغض النظر عن جودة أو أخلاقية المحتوى، ما دفع البعض إلى استغلال هذه الثغرة لتحقيق مكاسب مادية دون أي التزام مجتمعي أو قانوني.
ودعا خبير تكنولوجيا المعلومات إلى وقف نظام البث المباشر على "تيك توك"، واستبدال آلية الدعم الحالية، معتبرًا أن استمرار هذه الخاصية يساهم في نشر سلوكيات تهدد النسيج القيمي للمجتمع، مطالبًا بتدخل عاجل لضبط ما وصفه بـ"الفوضى الرقمية".
وأكد الحارثي أن مصر تمتلك منظومة قانونية متكاملة تنظم عمل المنصات الإلكترونية، إذ يشترط القانون الحصول على تراخيص رسمية من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أو الهيئة الوطنية للإعلام لكل من يقدم محتوى مرئي أو يبث بشكل مباشر، وهو ما لا يتم تطبيقه على "تيك توك"، بحسب وصفه.
وشدد الحارثي على ضرورة إخضاع صانعي المحتوى للمنظومة الضريبية، باعتبارهم ممولين أحرار، مشيرًا إلى أن تحقيق أرباح من خلال المنصات الرقمية يتطلب التسجيل لدى وزارة المالية وتقديم المستندات القانونية اللازمة، تمامًا كأي كيان تجاري في السوق.
وانتقد الحارثي تجاهل "تيك توك" لمتطلبات مثل الرقم الضريبي أو السجل التجاري، على عكس منصات كـ"فيسبوك" التي لا تسمح بالإعلانات الممولة دون استيفاء تلك البيانات، داعيًا إلى معالجة هذا "الخلل التشريعي والرقابي" بشكل فوري.