قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إنَّ الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدَّين؛ فمن جهةٍ يحمل فرصًا هائلة لتطوير العمل الإفتائي، ومن جهة أخرى قد ينطوي على مخاطر إن أُسيء استخدامه ومن هذا المنطلق، أتعامل معه بوعي وحذر، وأسعى لاستثماره كجسر لتحديث آليات الفتوى وخدمة طالبيها، مع الحفاظ التام على الدور المحوري للمفتي البشري.
وأضاف مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعَّالة تدعم منظومة الإفتاء وترشيدها، مثل تحليل الكم الكبير من الأسئلة الواردة إلينا وتقديم إجابات أوليَّة سريعة مبنيّة على معلومات شرعية موثوقة.
وتابع مفتي الجمهورية: وقد بدأنا بالفعل خطوات عملية في هذا الصدد عبر إنشاء منصَّات رقميَّة وتطوير تطبيقات تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لرصد أي فتاوى شاذة وتصحيحها قبل انتشارها.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن رؤيته في هذا الشأن تنطلق من مبدأ أن يكون الذكاء الاصطناعي خادمًا للمفتي لا بديلاً عنه؛ فهو يستطيع توفير البيانات والتحليلات اللازمة لدعم قرار المفتي، بل ويساعدنا في إعادة عرض الأحكام الشرعية بأسلوب عصري مواكب للتطور دون تفريط في الأصالة.
كما أنه أداة مهمَّة لمواجهة سيل المعلومات غير المنضبطة عبر الإنترنت، من خلال فلترة المحتوى المتطرف وإبراز الفتاوى الرشيدة القائمة على الوسطية والاعتدال . باختصار، أرحب بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإفتاء ضمن الضوابط الشرعية، بحيث يبقى العقل البشري والفقه الإنساني هو صاحب القرار الأخير والموجِّه لهذه التقنية.