قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماذا نفعل عندما نشعر بثقل في أداء العبادات؟.. على جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن في بعض الأحيان نشعر بثِقَلٍ عند أداء الطاعات، وذلك لأننا بشر؛ فالمسلم بشر، لم يخرج بإسلامه عن حدِّ البشريّة إلى الملائكيّة، فهذا هو وصف البشر.

ونوه إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا إن لكل شِرَّةٍ فَترة»؛ فكلُّ شيءٍ يبلغ درجة حرارة عالية، ثم تخفّ بعد ذلك.

ماذا نفعل عند شعورنا بثقل فى اداء العبادات

وتابع: لكن الذي يجب علينا فعله هو أن نجعل شِرَّتنا لله، وفَترتنا لله أيضًا، فلا نترك الفروض. فأنا أصوم رمضان وأصوم الاثنين والخميس، فإذا تركتُ الاثنين والخميس، لا أترك رمضان. وأنا أُصلِّي الفروض وأُصلِّي السنن، فإذا تركتُ السنن، لا أترك الفروض… وهكذا.

وأشار إلى أنه حين جاء الأعرابي إلى رسول الله ﷺ وقال له: يا رسول الله، ماذا أفعل؟ قال: «صلِّ خمسًا، وصُم رمضان، وزكِّ كذا، وحجَّ كذا». قال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا». فقال: والله لا أزيد ولا أنقص. فقال ﷺ: «أفلح وأبيه إن صدق»؛ أي إذا صدق في التزامه بهذا الحد الأدنى فقد أفلح.

فأنا أريد أن أُمسك ولو على الحد الأدنى؛ فإذا تمسكتُ به، كانت فَترتي هي هذا الحد الأدنى.

 والفترة تعني ذهاب حرارة النشاط، مع بقاء شيءٍ من دفء الإيمان، لكن الغليان قد ذهب؛ فليست هناك درجة (100) بل (36) أو (30). وهذا شعورٌ طبيعي جدًّا، يحدث لكل الناس: للولي، والتقي، والعامي.

ولأن هذا الشعور مرتبط بالإنسانيّة، علينا أن نوجّهه التوجيه الصحيح، فلا نيأس ولا نحبط. ففي فترة فتور العزيمة يجب ألا نترك الفروض. ثم بعد الفتور نبدأ صفحة جديدة ونجتهد، وقد يستمر النشاط شهرًا أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة، ثم نفتر مرة أخرى، وهذه هي طبيعة الإنسان، فنبدأ من جديد، وثالثة، وعاشرة، وألف…

وليس هذا نفاقًا؛ فكيف يكون نفاقًا وأنت في قلبك مهمومٌ حزين؟! المنافق ليس مؤمنًا بشيء، وإنما يُمثّل أمام الناس أنه تقيّ، وهو في داخله لا يحمل شيئًا. أما أنت، فإذا وجدتَ في نفسك حزنًا على ما فاتك من خير، فأنت على خير.

قال الله - عز وجل -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ}. فالله سبحانه وتعالى كريم، وعلينا ألا نيأس أبدًا من هذا الوضع.