أقام متحف شرم الشيخ بجنوب سيناء، احتفالية كبرى لافتتاح نموذج مقبرة أثرية متكاملة صممها الأطفال بأيديهم خلال فعاليات البرنامج الصيفي التفاعلي لعام 2025، والذي استمر على مدار شهرين كاملين بمشاركة واسعة من الأطفال وأسرهم.
انطلقت الاحتفالية بعرض فيلم توثيقي استعرض أبرز لحظات البرنامج الصيفي، وما شهده من ورش عملية عكست تفاعل الأطفال الكبير مع الأنشطة، وما اكتسبوه من معارف فنية وتاريخية.
وقال محمد حسنين، مدير المتحف، إن فعاليات البرنامج الصيفي تضمن 17 ورشة تعليمية وفنية متنوعة، استطاع الأطفال المشاركين تصميم نموذج مقبرة أثرية متكاملة بأيديهم، وهذه المقبرة تحاكي مقابر المصري القديم بكل تفاصيلها، وحرص كافة الأطفال على المشاركة في احتفالية افتتاحها.
وأوضح مدير المتحف في تصريح اليوم، إن نموذج المقبرة يؤكد على موهبة الطفل المصري في المحاكاة، ونجاح ورش العمل في تحويل المشاركون الصغار إلى فناني مصر القديمة، كونهم نجحوا في رسم مناظر الحياة اليومية والطقوس الجنائزية على جدران المقبرة، وصنعوا التمائم السحرية.
وأكد أن الورش العملية أتاحت الفرصة للأطفال لتعلم مبادئ التحنيط عبر تجربة مبسطة على نموذج مومياء صغيرة، وقاموا بتجهيزها للدفن داخل تابوت خاص، إضافة إلى صنع نماذج من الأواني الكانوبية، والمراكب النيلية ومراكب العالم الآخر، وأوراق البردي المزينة بالكتابات الهيروغليفية، وتحنيط رمزي لدمى القطط التي عكست مكانة الحيوان في العقائد الدينية المصرية القديمة.
وأشار إلى أن هذا الجهد الجماعي المبدع وفر للمتحف نموذج مقبرة كاملة الأركان من عمل الأطفال، تتضمن "جدران مزخرفة، مومياء وتابوت، أثاث جنائزي، تمائم، أوانٍ كانوبية، برديات، ومراكب"، في مشهد يجسد التلاقي بين التعليم والمتعة والإبداع الفني وتم تكريم الأطفال المشاركين في ختام الحفل، وتسليمهم جوائز تقديرية عبارة عن مفكرة تم صناعتها من مواد صديقة للبيئة بأيدي فريق عمل المتحف، وسط أجواء من البهجة، تأكيدًا على دور متحف شرم الشيخ كمؤسسة ثقافية وتعليمية رائدة، لا تحفظ التراث فقط بل تعيد إحيائه في قلوب وعقول الأجيال الناشئة.