حذر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خطورة ما وصفه بـ"التطرف الناعم" الذي يتسلل داخل المجتمعات ويمثل أحد أخطر أدوات هدمها من الداخل، مشيرًا إلى أن ظاهرة التطرف ليست جديدة، وأن الخوارج الذين تحدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم هم النموذج الأكمل للمتطرفين والإرهابيين.
الفكر المتطرف
وأوضح في تصريح له، أن انتشار الفكر المتطرف في العصر الحديث لا يرتبط فقط بضعف دور المؤسسات الدينية، بل هناك عامل شديد الأهمية يتمثل في "تمويل التدين الكمي" أو ما سماه "تمويل التطرف"، حيث تُستغل الأموال لدعم جماعات وأفكار تعمل على تفتيت المجتمعات من الداخل، حتى وإن تحالفت مع المحتل أو المستعمر لتحقيق مصالحها والوصول إلى السلطة.
المرجعية الدينية
وبيّن أن التطرف يظهر في صورتين أساسيتين؛ الأولى تقوم على نزع المرجعية الدينية والاكتفاء بادعاء التقوى لإضفاء شرعية على الفكر المتشدد، فيتحول الخطاب إلى لغة استعلاء بدعوى "التقوى"، بينما الثانية تدعو إلى إلغاء المرجعية العلمية بحجة أن "الدين لا يعرف الكهنوت"، وهو ما يفتح الباب أمام فوضى الآراء والشعبوية الدينية التي تفتن الناس وتضعف الوعي.
أهل الذكر
وأضاف الورداني أن غياب "أهل الذكر" والمرجعية الراسخة منح التطرف مساحة واسعة للانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، مما جعله أكثر نعومة في الشكل وأشد خطورة في الجوهر. مؤكدًا أن الهدف الحقيقي لهذه التيارات ليس إقامة الدين وإنما الوصول إلى السلطة، حتى وإن كان الثمن هو هدم الدين ذاته أو التحالف مع أعداء الأمة.