قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

السعيد من ارتدى أثوابها .. خطيب المسجد النبوي يوصي بهذه الطاعة بكل الأوقات

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن تقوى الله تعالى مَعْقِدُ الأمر وزِمامه، ومبدؤه وختامه، فالسعيد من ارتدى أثوابها في جميع أوقاته، قال جلّ وعلا : "يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ".

السعيد من ارتدى أثوابها

أوضح " الحذيفي" خلال خطبة الجمعة الأخيرة من صفر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن كلمة الإخلاص والتوحيد "لا إله إلا الله" بوصفها أعظم ما غُمرت به القلوب، وعُمرت به الجوانح، وأصدق ما لهجت به الألسن، وتمثّلت بمقتضاه الجوارح.

وأضاف أن كلمة الإخلاص لا إله إلا الله، شهد الله بها لنفسه، وأشهد عليها أفضل خلقه، فقال سبحانه: “شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَئكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

وأكد أنها أجل شهادة، وأعظمها وأعدلها وأصدقها، من أجلْ شاهدٍ، بأجلّ مشهود به، وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسماوات، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله تعالى رُسُله، وأنزل كُتبه، وشرع شرائعه، ولأجلها نُصبت الموازين.

هي كلمة الإسلام

وتابع: ووضعت الدواوين، وعليها نُصبت القبلة، وأُسّست الملّة، وهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وهي حقّ الله على جميع المكلْفين، وعنها يكون سؤال الله للأولين والآخرين، منوهًا بأن الكلمة الجليلةُ الشأن "لا إله إلا الله" .

وأفاد بأنه يُراد بها: أنه لا يستحق أحدٌ، مهما سما مكانه وجلّ في أنفس الخلق شانه، أن يُصرف له وجه من وجوه العبودية، لأنه لا يُعبد إلا من اتصف بالربوبية الكاملة المطلقة، وليس ذلك إلا لله.

وأردف: لأن له جلّ شانه وتقدّس سلطانه، الكمالُ المُطلق في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه، وكلُّ من سواه فإنه محلّ الضعف والافتقار، وموضع الحاجة والاضطرار، فهو لذلك أهلٌ أن يُعبد وحده دون غيره.

المفهوم العظيم

وأشار إلى أنه حين نتأمل المفهوم العظيم لكلمة التوحيد، نُدرك أنه بها وحدها تتحقق حرية الإنسان، وبها يحصل الانعتاق من عبودية كل مخلوق، حيث يقر المؤمن بمعبودٍ واحدٍ مُستحق للعبادة وحده دون سواه، فلا ينثني القلب ولا ينحني القالب لغير الله.

وشدد ، قائلاً: ولا يعبد المرء إلا خالقه ومولاه، ذلك الإله العظيم الذي تخضع له القلوب قبل أن تسجد له الجباه، وتلهج بألوهيته وربوبيته الألسن والأفواه، مشيرًا إلى أن "لا إله إلا الله" كلمة جامعة لمعاني ما جاءت به الرسل، وبلّغته عن الله عز وجل.

واستطرد: لتعانق الربوبية والألوهية وتلازمهما، إذ الربوبية تستلزم الألوهية، والألوهية تتضمن الربوبية، كما أن شهادة أن لا إله إلا الله تستلزم شهادة أن نبينا محمدًا عبده ورسوله.

ونبه إلى أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدًا رسول الله ، فإن الإله هو المألوه المعبود المستحق لغاية الحب بغاية التعظيم، ولا تتم عبودية الله ومحبته إلا بمحبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه، فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة رسوله المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه، باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مُستلزمة لمحبة رسوله وتصديقه ومتابعته.

الجنة دار النعيم

وبين أنه لما كانت الجنة دار النعيم المقيم عالية المكان غالية الأثمان، كان ثمنها هذه الكلمة العظيمة الكريمة، وذلك حين تستقر معانيها في القلوب، فترتوي بروائها، وتُشرق بضيائها.

واستشهد بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قبل نفسه".

ونوه بأن كلمة التوحيد والإخلاص ليست مجرد كلمة عابرة، تتحرك بها الشفاه، وتتردد في الأفواه، إنها كلمة عظيمة آثارها، وشجرة بائعة ثمارها إذ قال تعالى: "أَلَمْ تَرَكَيفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةِ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ".

وقال: أن كلمة الإخلاص والتوحيد، شجرة وارفة تُلقي عندها النفوس المرهقة بأعباء الحياة أثقالها، فتدني عليها ثمارها وتنشر ظلالها، إذا استقر معناها في أغوار القلب وأعماقه، استقر الوجدان واطمأنت النفس، وسكنت الروح، ففاضت على الصدر انشراحًا، وعلى الفؤاد انفساحًا، في زمن متسارع الخطى كثير المتغيرات، يمور بأمواج من المؤثرات والمكدرات.

وواصل: وإن قلبًا امتلأ بعقيدة التوحيد ليسكن عند مجاري الأقدار، ويطمئن عند تقلبات هذه الدار، لأنه يوقن أن له إلها عظيمًا كل شيء عنده بمقدار، فعن ابن عباس رضي الله عنه، أن نبي الله كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"، فالهجوا بها ألسنتكم ذاكرين، واملؤوا بها قلوبكم موقنين.