قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العقوبات التي لوَّحت بها الولايات المتحدة ضد قضاة المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية بحثهم مذكرات توقيف لمسؤولين إسرائيليين؛ تكشف عن حجم الضغوط التي تمارسها واشنطن لحماية تل أبيب من أي مساءلة قانونية.
وأوضح غباشي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن القضية تعود إلى ما قبل إصدار أي مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث وجَّه 12 عضوًا من مجلس الشيوخ الأمريكي مذكرة تهديد مباشرة لقضاة المحكمة، تتوعد بملاحقتهم دوليًا؛ إذا أصدروا أي قرار يتعلق بمسؤولين إسرائيليين أو أمريكيين.
وأشار إلى أن “فاتو بنسودا” المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، كانت قد فتحت تحقيقًا في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة والضفة والقدس، ومنحت المحكمة اختصاص النظر في هذه الجرائم، وهو ما أدى إلى تعرضها لضغوط هائلة، وكان أحد أسباب إقالتها، مع مجيء المدعي الحالي كريم خان.
وأضاف نائب رئيس المركز العربي، أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المحكمة الجنائية الدولية لمثل هذه الضغوط؛ عند بحثها جرائم إسرائيل، فالتاريخ يسجل 4 محطات حاولت خلالها المحكمة مقاضاة الاحتلال، بدءًا من جهود “بنسودة”، مرورًا بقرارات الدائرة التمهيدية الأولى، وصولاً إلى القضاة الأربعة الذين يواجهون التهديدات الأمريكية اليوم.
وشدد غباشي على أن ردود الفعل الدولية لا يجب أن تقتصر على بيانات الشجب والإدانة؛ لأن هذه اللغة اعتادت عليها إسرائيل وتجاهلتها الولايات المتحدة مرارًا.
وتابع: “نحن أمام عالم لا يحترم إلا الأقوياء، وبالتالي يجب أن تكون الرسائل السياسية أكثر حزمًا ووضوحًا، بعيدًا عن البيانات الشكلية”.
ولفت إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتحمل استمرار هذا التصعيد لفترة طويلة، إذ أن الضربات الإيرانية المباشرة داخل إسرائيل قد تهدد بقاء الكيان نفسه.
وختم غباشي بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي يعيشان على استغلال الأزمات الإقليمية، قائلاً: “ببساطة، هما يأكلان على حسابنا، وآن الأوان لموقف عربي ودولي أكثر قوة وفاعلية”.