التقى الرئيس السيسي، اليوم الثلاثاء، مع رافاييل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون القائم بين مصر والوكالة، واستعراض تطورات أنشطة الوكالة في إطار ولايتها.
أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر للدور الحيوي الذي تضطلع به الوكالة في دعم منظومة عدم الانتشار النووي، مؤكداً في الوقت ذاته حق الدول الأطراف في معاهدة عدم الانتشار في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
وزن مصر ووضعها ومكانتها الاستراتيجية
من جانبه، عبّر السيد جروسي عن تقديره العميق للدور المصري في دعم أنشطة الوكالة، مضيفاً ان سبب نجاح المفاوضات بين الوكالة وايران، وإبرام الاتفاق بين ايران والوكالة يرجع إلى وزن مصر ووضعها ومكانتها الاستراتيجية وإشراف السيد الرئيس ومتابعة سيادته للمفاوضات، وانه لولا ذلك ما كان ممكنا التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي جدد موقف مصر الثابت في دعم جهود نزع السلاح النووي وتعزيز منظومة عدم الانتشار، انطلاقاً من حرصها على ترسيخ السلم والأمن الدوليين، وتحقيق هدف إخلاء العالم من الأسلحة النووية. كما تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وتعزيز عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي، بما يصون مقدرات الشعوب من آثار هذه الأسلحة المدمرة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول مستجدات الملف النووي الإيراني، حيث اشار السيد الرئيس إلى أهمية التوصل اليوم في القاهرة الى اتفاق بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بينهما.
وأكد الرئيس السيسي دعم مصر لجهود خفض التصعيد، واستعدادها للاضطلاع بدور فاعل في تهيئة بيئة للحوار البناء بين الأطراف المعنية، بما في ذلك بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعماً للاستقرار الإقليمي وتجنباً لانزلاق المنطقة إلى دوائر جديدة من التوتر والعنف.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم الثلاثاء بقصر الاتحادية، عباس عراقجي، وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، كما استقبل رافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج.
ومن جانبه، أعرب الوزير الإيراني عن تقدير بلاده الكامل للسيد الرئيس وللجهود التي قام بها سيادته للتوصل إلى الاتفاق، الذي سوف يؤسس لمرحلة جديدة في المنطقة، وبما يؤدي الى تجنب التصعيد، ويمهد لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وهو ما سوف يساهم في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
وذكر المتحدث الرسمي أنه عقب اللقائين المنفصلين، عقد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءً ثلاثياً مع السيد وزير الخارجية الإيراني، والسيد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث رحّب السيد الرئيس بالزيارة المشتركة لوزير الخارجية الإيراني ومدير عام الوكالة إلى القاهرة، التي تأتي تتويجاً للمسار التفاوضي الذي انطلق في أغسطس ٢٠٢٥ بوساطة مصرية، بهدف استعادة التعاون بين إيران والوكالة رغم التحديات التي فرضتها الحرب الإسرائيلية – الإيرانية. وقد أشاد السيد الرئيس في هذا الصدد باتفاق استئناف التعاون الذي تم التوصل إليه اليوم بالقاهرة بوساطة مصرية، باعتباره خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد، من شأنها إقناع الأطراف المعنية بالتراجع عن أي خطوات تصعيدية، وإفساح المجال أمام الدبلوماسية والحوار، تمهيداً للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني.وشدد السيد الرئيس على ضرورة تنفيذ الاتفاق واستئناف التعاون بين ايران والوكالة، وإجراء كافة الاتصالات اللازمة مع كل الاطراف المعنية لاستئناف مسار المفاوضات. ومن جانبهما، أعرب الضيفان مجددا عن تقديرهما البالغ لرعاية السيد الرئيس لعملية التوقيع على الاتفاق في القاهرة بين ايران والوكالة وقيادة سيادته الحكيمة في التوصل إلى الاتفاق، مؤكدين أهمية الدور المصري في تهيئة المجال للحوار وخفض التوترات، وتجنب التصعيد ودورها الريادي في التوصل إلى السلام في المنطقة.