أكد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الإنسان الفاعل ليس من يسعى لمصلحته الشخصية فقط أو يعمل الخير لنفسه فحسب، بل هو الذي يَعم خيره على جميع من حوله، ويجتهد في حياته ليكون نافعًا لمجتمعه.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن الفاعلية الحقيقية تبدأ من الاجتهاد في طلب العلم والعمل والإنتاج، مستشهدًا بمثال الطالب الذي يجتهد في مذاكرته، والطبيب الذي يعالج الناس بإخلاص، والمزارع الذي يزرع الأرض، والصانع الذي يسهم في اقتصاد وطنه.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن قيمة الإنسان عند الله سبحانه وتعالى ليست بما يملكه من مال أو مكانة اجتماعية، وإنما بقدر الخير الذي يقدمه للناس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".
أمين الفتوى في دار الإفتاء: الصحابي الجليل مصعب بن عمير ضرب أروع الأمثلة في التضحية
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء، إلى قصة الصحابي الجليل سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي كان من أغنى شباب مكة وعاش حياة من الرفاهية، حتى كان عطره يُشم في طرقات مكة، لكنه ترك الدنيا كلها وفضّل الدعوة إلى الله، وخلال غزوة بدر كان يرتدي ثوبًا بسيطًا باليًا، لكنه حمل راية الدفاع عن الدين والوطن، وضرب أروع الأمثلة في التضحية والفاعلية الحقيقية.
وبيّن أمين الفتوى في دار الإفتاء أن نموذج مصعب بن عمير يثبت أن التحول الحقيقي لا يكون في المظاهر ولا في الملبس، بل في الرسالة التي يعيش الإنسان من أجلها والقيم التي يحملها في قلبه، قائلا: إن الفاعلية الحقيقية هي أن يكون الإنسان مؤثرًا بالخير في بيته ومجتمعه، بالكلمة الطيبة والعمل النافع، ليكون ممن ينطبق عليهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أحب الناس إلى الله.