أفاد بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثّفت منذ فجر اليوم عملياتها العسكرية على مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 53 شهيدًا حتى اللحظة. وأوضح أن الغارات الجوية والقصف المدفعي استخدم فيها الاحتلال قوة مفرطة، كما دفعت قواته بآليات مفخخة وروبوتات متفجرة إلى قلب المدينة، مسببة دمارًا واسعًا في الأحياء السكنية.
نزوح قسري وسط فوضى إنسانية
وأشار جبر إلى أن آلاف العائلات اضطرت للنزوح قسرًا من المدينة نحو مناطق الوسط والجنوب، هربًا من القصف، في مشهد يعيد للأذهان الأيام الأولى من العدوان على غزة. وأكد أن مشاهد النزوح تتسم بالفوضى وانعدام الأمان، مع غياب كامل للممرات الآمنة أو أي ضمانات إنسانية، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
مناطق الجنوب غير قادرة على الاستيعاب
وأوضح المراسل أن الاحتلال بات يسيطر على نحو 84% من مساحة القطاع، ما جعل المناطق المتبقية – خاصة جنوبًا – غير قادرة على استيعاب أعداد النازحين المتزايدة. وأفادت العديد من الأسر الفارة بأنها "تهرب من نيران الاحتلال إلى المجهول"، في ظل انعدام أماكن الإيواء، وارتفاع أسعار وسائل النقل، وغياب البنية التحتية اللازمة.
وتطرق جبر إلى أن الطريق الرئيسي الواصل بين غزة والجنوب – والذي لا يتجاوز طوله 20 كيلومترًا – يشهد ازدحامًا شديدًا، إذ تحوّلت الرحلة التي لا تتجاوز عادة عشر دقائق إلى ساعات طويلة بسبب الحشود وقيود الاحتلال.
وختم بشير جبر حديثه بنقل نداءات السكان الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية عاجلة تسمح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية، في محاولة لإنقاذ آلاف الأسر التي تواجه كارثة إنسانية متفاقمة.