قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

زيارة الملك فيليبي السادس للقاهرة| خطوة استراتيجية تعيد رسم مواقف أوروبا من إسرائيل.. خبير يعلق

 الملك فيليبي السادس والرئيس عبدالفتاح السيسي
الملك فيليبي السادس والرئيس عبدالفتاح السيسي

تكتسب زيارة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس إلى القاهرة أهمية استثنائية في توقيتها ودلالاتها، إذ تأتي في ظل مرحلة إقليمية شديدة التعقيد تتسم بتصاعد الأزمات في الشرق الأوسط. 
يؤكد اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الزيارة لا تقتصر على الطابع البروتوكولي أو الدبلوماسي التقليدي، بل تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية وثقافية من شأنها أن تعزز مكانة مصر وتفتح آفاقًا جديدة أمام العلاقات المصرية الإسبانية.

مصر وإسبانيا.. نحو شراكة استراتيجية

يشير الخبير الاستراتيجي إلى أن إعلان رفع مستوى العلاقات بين القاهرة ومدريد إلى "شراكة استراتيجية" يعد مؤشرًا على إدراك إسبانيا العميق للدور المحوري الذي تلعبه مصر في استقرار المنطقة. فالقاهرة تمثل ركيزة أمنية وسياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تشكل بوابة رئيسية لإسبانيا نحو العمق الإفريقي والعالم العربي. هذه الخطوة تعكس أيضًا رغبة مدريد في تعزيز حضورها على الضفة الجنوبية للمتوسط من خلال تعاون أوثق مع القاهرة.

أبعاد سياسية وأمنية

لم يكن حديث الملك فيليبي السادس عن الأزمة في غزة خلال زيارته لمصر مجرد موقف إنساني أو خطاب تضامني، بل يعكس وفقًا لرأي اللواء نبيل السيد تحولًا ملموسًا في الموقف الأوروبي، وخاصة الإسباني، تجاه السياسات الإسرائيلية. فقد أظهرت مدريد في الآونة الأخيرة مواقف أكثر تشددًا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية، ودعت داخل الاتحاد الأوروبي إلى فرض قيود على بعض المسؤولين الإسرائيليين المتشددين. هذا التوجه يتماشى إلى حد بعيد مع الرؤية المصرية القائمة على وقف إطلاق النار الفوري وضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

مصر كوسيط لا غنى عنه

أشاد الملك فيليبي السادس بدور القاهرة الحيوي في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يعزز مكانة مصر باعتبارها الطرف الأكثر قدرة على التواصل مع جميع الأطراف. ويرى الخبير أن هذا الدعم الإسباني يمنح القاهرة قوة إضافية داخل الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد ينعكس في صورة مواقف أوروبية أكثر توازنًا وإنصافًا تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

تعاون اقتصادي وثقافي متصاعد

البعد الاقتصادي لا يقل أهمية عن الجانب السياسي، حيث تسعى إسبانيا إلى تعزيز شراكاتها مع مصر في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والسياحة، وهي قطاعات تمثل فرصًا كبيرة للتنمية المشتركة. كما أن البعد الثقافي يظل حاضرًا بقوة، خاصة مع انتشار تدريس اللغة الإسبانية في الجامعات المصرية، مما يفتح الباب أمام تعزيز الروابط الحضارية والتقارب الشعبي بين البلدين.

توافق في الموقف من إسرائيل

يشدد اللواء نبيل السيد على أن تصريح الملك فيليبي السادس حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة يعكس تقاطعًا استراتيجيًا مع الموقف المصري. هذا التوافق يمكن أن يترجم إلى تنسيق مشترك داخل المحافل الدولية مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مما يعزز الضغط على إسرائيل ويعيد التوازن إلى المواقف الأوروبية.

 

يختتم الخبير الاستراتيجي بأن زيارة الملك فيليبي السادس لمصر تتجاوز كونها حدثًا بروتوكوليًا، فهي رسالة سياسية قوية تؤكد دعم مكانة القاهرة الإقليمية، وتفتح مجالات واسعة للتعاون الاقتصادي والثقافي، والأهم أنها تعكس تقاربًا واضحًا في الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويرى أن هذه الزيارة قد تكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العلاقات المصرية الإسبانية، وربما تسهم في إعادة صياغة الموقف الأوروبي ليصبح أكثر صرامة تجاه السياسات الإسرائيلية في غزة والمنطقة.