قطاع التمور هو واحد من أقدم وأهم الصناعات الزراعية في العالم العربي فهو يحتل مكانة كبيرة في الثقافة العربية كما يحتل مكانة اقتصادية أيضا.
وتعتبر مصر واحدة من أبرز الدول المنتجة للتمور على مستوى العالم فهي تحتل المرتبة الأولى عالميا بإنتاج يصل إلى 1.9 مليون طن سنويا اي 19% من الإنتاج العالمي.
لكن رغم هذه المكانة المتميزة صناعة التمور في مصر تواجه تحديات تتعلق بتطوير تقنيات الإنتاج والتصدير.. فقد فوجئت بأرقام ضعيفة في التصدير مقارنة بحجم الإنتاج الكبير.. فمصر تصدر نسبة منخفضة تقدر بـ 2.7% فقط من إجمالي الإنتاج.
ففي ظل هذه الفرص والتحديات يمكن لمصر أن تلعب دورا أكبر في النهوض بقطاع التمور سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. ولا ابالغ وانا اردد واقول انها فرص ضخمة تفتح بابا أوسع لزيادة حجم العملة الصعبة لصالح مصر.
تخيل لو قمنا بزيادة التصدير وبالتوازي زيادة حجم المزروع مع تشجيع المزارعين والمستثمرين من خلال تحسين تقنيات الزراعة والتوسع في إنشاء مزارع نخيل جديدة. سنشهد نهضة صناعية في مجال إنتاج التمور ومعها نهضة في الصناعات ذات الصلة بمنتجات النخيل.
هذا الكلام ليس تقليلا مما يتم في مصر بل هو دفعة لكسب مزيد من الفرص لصالح المنتج المصري.
ففي مصر لدينا الكثير من المشروعات الكبرى التي نفخر بها مثل إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم في توشكى بأسوان على مساحة 38 ألف فدان وهي فرصة ذهبية لتوسيع الإنتاج وتحسين الجودة مما يساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية على حد سواء، وهذا جهد نشيد به دوما .
ومن هنا لا يفوتني التنويه عن كثير من الفعاليات الدولية الداعمة لصناعة التمور العربية مثل المعرض الدولي للتمور والعسل الذي يقام سنويا في سلطنة عمان. واللافت ان المؤتمر الصحفي للاعلان عن هذا الحدث الضخم أقيم في القاهرة تحت رعاية السفير عبد الله الرحبي .
الحقيقة ان الهدف هو جذب المنتجين والمصدرين المصريين للمشاركة في هذا الحدث نظرا لأهمية وجودة المنتج المصري من التمور ولزيادة الطلب على التمور المصرية عربيا ودوليا.
فالمشاركة في مثل هذه المعارض ليست للتسويق فقط بل هي فرصة حقيقية لتبادل المعرفة وتوقيع اتفاقيات تجارية وتعزيز التعاون بين الدول.
ولك أن تعلم وبحسب التقرير الصادر عن الاتحاد العربي للتمور مؤخرا ان هناك تزايد في الطلب العالمي على التمور العربية فالتمور هي غذاء تقليدي يمثل أهمية كبيرة في العديد من الثقافات وخاصة في مناطق مثل أوروبا وآسيا مما يجعل السوق أكثر جذبا للمستثمرين.
فالاستثمار في التمور العربية ليس مجرد فرصة اقتصادية بل هو خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في العديد من بلداننا العربية .