يتساءل كثير من المسلمين عن أفضل وقت لأداء صلاة العشاء، خاصة مع الانشغال اليومي أو الرغبة في اغتنام فضل الصلاة في جوف الليل.
ويكثر السؤال حول ما إذا كان تأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأخير من الليل مستحبا أم لا، وما حكم ذلك من الناحية الشرعية، وهل الأفضل أداؤها في أول وقتها جماعة أم تأخيرها لتوافق وقت قيام الليل.
في هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأصل في أداء صلاة العشاء أن تصلى في وقتها المعروف شرعا، أي بعد غروب الشفق الأحمر وحتى طلوع الفجر الصادق.
وأوضحت أن تأخيرها إلى ما بعد منتصف الليل بدون عذر شرعي لا يعد أمرا مستحبا، بل ينظر إليه في الشرع على أنه خلاف الأولى، ويلام عليه الإنسان، لأن الصلاة لها وقت محدد، وتأخيرها خارج وقت الفضيلة دون سبب يعد تفريطا في حق الله.
وأشار الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يفضل تأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأول من الليل أحيانا، لكنه لم يجعل ذلك قاعدة عامة، وإنما مراعاة للظروف.
وأكد أن من صلى العشاء في جماعة نال أجرا عظيما كمن قام نصف الليل، فإن جمع بين العشاء والفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، وهذا يدل على عظيم فضل صلاة الجماعة.
فيما أوضحت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن هناك خلافا بين العلماء في تحديد نهاية وقت العشاء، فبعضهم يرى أنه يمتد إلى منتصف الليل، والبعض الآخر قال حتى آخر ثلث الليل، فيما رجح آخرون أن وقته يمتد إلى طلوع الفجر الصادق.
وأكدت اللجنة أن القول الأخير هو المعتمد عند كثير من العلماء، وعليه الفتوى، ما دام التأخير بعذر.
من المهم أن يدرك المسلم أن أداء العشاء في أول وقتها مع الجماعة هو الأفضل، لما فيه من تحصيل للثواب ومتابعة لهدي النبي، كما أن تأخير الصلاة لا ينبغي أن يكون عادة دون سبب معتبر.
ويكفي الإنسان بعد صلاة العشاء أن يصلي ركعتين من قيام الليل، فهي سنة عظيمة وأقرب إلى الخشوع في وقت الصفاء والسكينة.