قالت الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة بالشأن الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات، إن التطورات الأخيرة في السودان، ولا سيما تغوّل ميليشيا الدعم السريع وتجاوزها لإقليم دارفور، تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الدولة السودانية والمنطقة بأكملها، مؤكدة أن مصر لا تنوي الانخراط عسكريًا في السودان، لما يحمله ذلك من مخاطر كبرى.
وأوضحت أماني الطويل، خلال حوارها مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج «بالورقة والقلم» المذاع على فضائية «TEN»، مساء السبت، أن البيان المصري الأخير بشأن السودان جاء بنبرة محسوبة، ولاقى اهتمامًا واسعًا في الأوساط الغربية خلال الساعات الأولى من صدوره، قبل أن تنشط بعض وسائل الإعلام الإثيوبية لاحقًا في التحريض ضد مصر داخل الساحة السودانية، ما أثار شكوكًا حول وجود أطراف ثالثة تسعى لإحداث وقعية بين القاهرة والخرطوم.
وشددت على أن الموقف المصري يهدف إلى حماية السودان واستقراره، وليس المساس بسيادته أو التدخل في شؤونه الداخلية، مشيرة إلى أن مصر لم تتدخل عسكريًا في الأزمة، وتحرص على عدم التورط في الصراع الدائر.
وأضافت أن هناك طرفًا ثالثًا مستفيدًا من تأجيج الخلافات بين مصر والسودان، في ظل ما وصفته بـ«قصور مصري في توظيف أدوات القوة الناعمة» للتأثير الإقليمي.
وأعربت عن شكها في حدوث تدخل عسكري مصري مباشر، مؤكدة أن القاهرة تدرك جيدًا أنه لا حل عسكريًا للأزمة السودانية، وأن أي تحرك سيكون تدخلًا كيفيًا مؤقتًا ومحدودًا، مع الالتزام الكامل بعدم الانخراط في الشؤون الداخلية.
وأكدت أن الحل السياسي هو المسار الوحيد الممكن لإنهاء الأزمة، محذرة من أن غياب دور فاعل للنخب السياسية السودانية حتى الآن يفاقم حالة الانسداد، مشددة على أن غياب القوى السياسية المدنية سيجعل من المستحيل تحقيق الاستقرار في الدولة السودانية.

