في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتزايد الدعوات الدولية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جاء الموقف الفرنسي بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون ليؤكد التزام فرنسا التاريخي بمبادئ الحرية والعدالة، ويمنح القضية الفلسطينية دفعة جديدة نحو الاعتراف الكامل بحقوقها المشروعة.
وفي هذا الصدد، يقول خالد شقير ، الصحفي المختص بالشأن الفرنسي، ورئيس جمعيه مصر فرنسا 2000، إن أعلنت فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة تاريخية طال انتظارها، وهذا القرار لم يكن مفاجئا، فقد دأب جميع رؤساء الجمهورية الخامسة، منذ شارل ديغول وحتى اليوم، على التأكيد على أهمية حل الدولتين كخيار استراتيجي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف شقير- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي وصفته العديد من الأوساط بـ"الشجاع"، استجاب أخيرا لنداءات وتطلعات أسلافه من الزعماء الفرنسيين، بدءا من ديغول، مرورا بفرنسوا ميتران، ووصولا إلى جاك شيراك، وبهذا القرار، يعيد ماكرون الحق إلى أصحابه بعد أكثر من ثمانين عاما من الانتظار، منذ عام 1949.
وأشار شقير، إلى أن ماكرون الذي يتمتع بعلاقة وثيقة من الثقة مع القيادة المصرية، بدا حريصا خلال خطابه الأخير على إطلاق تحذيرات واضحة، مستخدما مفردات كثيرا ما ترددت في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك للتنبيه إلى خطورة الأوضاع في المنطقة وضرورة التحرك الحكيم لتفادي التصعيد.
وتابع: "رغم الدوافع الإنسانية والسياسية التي تقف وراء هذا القرار، فإن ماكرون لم يغفل مصالح بلاده الاستراتيجية، خاصة في جنوب المتوسط. فهو يدرك أن فرنسا تحتاج إلى تحالفات متينة مع شركاء فاعلين في المنطقة مثل مصر، والسعودية، والإمارات، وقطر".
واختتم: "ومن هذا المنطلق، جاء اعترافه بفلسطين في سياق يخدم القيم الفرنسية العريقة من جهة، ويعزز موقع فرنسا في توازنات الشرق الأوسط من جهة أخرى، وتعد خطوة موفقة، لأنها انتصار للحق، وتحقيق لمبادئ فرنسا التي لطالما رفعت راية الحريات، ورفضت انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام القوة المفرطة، مهما كانت المبررات".