في مساء هادئ بقرية الخنانسة الشرقية التابعة لمركز المنشأة بسوهاج، جلست أسرة المدعو أحمد صديق، على مائدة العشاء، كما اعتادوا دائمًا، كانت الأم قد أعدت وجبة من اللحم والملوخية، ظنّت أنها ستجمع أبناءها الأربعة حول دفء البيت.
ماذا حدث للاشقاء الأربعة؟
لكن ما لم يتوقعه أحد أن تتحول تلك الوجبة إلى كابوس قصير الأمد، فبعد ساعات قليلة من تناول الطعام، بدأت علامات التعب تظهر على الأبناء: إيمان (14 عامًا) لم تتوقف عن القيء، ندى (18 عامًا) اشتكت من آلام حادة في بطنها، ملك (13 عامًا) لم تستطع الوقوف على قدميها، أما عبد العزيز (20 عامًا) فكان يحاول أن يتمالك نفسه لكنه سقط هو الآخر.
الأسرة هرعت بهم إلى مستشفى سوهاج العام، وهناك استقبلهم الأطباء على الفور، المشهد كان صادمًا؛ أربعة أشقاء في عمر الزهور يصرخون من الألم في غرفة الطوارئ، ووجوه القلق ترتسم على وجوه الأطباء والممرضين.
قال مصدر طبي داخل المستشفى: "الحالات وصلت في وضع حرج.. قيء مستمر وآلام حادة بالبطن، لكننا قدمنا الإسعافات الأولية بسرعة، والحمد لله حالتهم الآن تحت السيطرة"، ثم أضاف أن الاشتباه الأكبر كان في فساد الطعام الذي تناولوه.
القرية كلها ضجت بالخبر؛ لم يعد أحد يتحدث سوى عن "الملوخية الملعونة" التي كادت تودي بحياة أربعة شباب من بيت واحد، وتحركت الأجهزة المعنية سريعًا للتحقيق والتأكد من سلامة الأغذية المتداولة في المنطقة، حتى لا يتكرر المشهد مع أسرة أخرى.