قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماريان جرجس تكتب: رسائل الحرب والسلام

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس

"إن أقوي المحاربين هما الصبر والوقت "  هذا ما كتبه ليو تولستوى في كتابه " الحرب والسلام " عام 1865 ،  تذكرت هذه الجملة من كتابه عندما استمعت إلى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى في زيارته للأكاديمية العسكرية ، عندما يتحدث عن كافة القضايا والأمور بصبر وهدوء وثبات وتركيز وفى معرض حديثه تتشكل ملامح الدولة المصرية القائمة اليوم ، والتي تتسم بمواقفها الهادئة الصبورة في الشدائد والحكيمة والرزينة .
تحدث في كثير من الأمور ووجه العديد من الرسائل القوية للداخل والخارج - كعادته - يمدح ويثنى على الشعب المصري ،  وعلى انتصاره في معركة الوعي ، ويمتدح ذلك القدر من الوعي الذي بات لدي الشعب المصري والذي هو بمثابة الحصن المنيع واللقاح المستدام ضد أي محاولات آثمة لتفكيك الدول  كما ثمن على قيمة المواطن المصري قائلا:-
" أوعوا تغفلوا قيمتكم "
كما ذكر الخسارة المادية التي وقعت على إيرادات قناة السويس والتي بلغت 9 مليار دولار اثر الصراع الدائر في المنطقة ولكن في ذات الوقت ، استشهد بكثير من الدول التي استطاعت تجاوز المحن والظروف الصعبة وأصبحت أفضل من السابق  وهي رسالة في منتهي الشفافية للداخل ورسالة قوية للخارج بأننا سنستطيع تعويض تلك الخسارة .
كما تحدث عن كليه الطب العسكري ، التي يختار المدنيون الدراسة فيها فضلا عن كليات الخارج لأنهم على يقين أنهم لن يتلقوا التعليم فحسب بل أيضًا الرعاية والحماية مما يدل على ثقة المواطن المصري في المؤسسة العسكرية علميًا ومعنويًا وان المؤسسة تحظى بمكانة قوية في وجدان الشعب المصري وثقل عالٍ.
أمّا عن القضية الفلسطينية  ، فعندما تحدث الرئيس عنها بذلك الهدوء المعهود في كلماته ، استعرض زاوية جديدة عن القضية وفتح نافذة هادئة على ساحة مشتعلة بالنيران ومتأججة بالصراعات ، وكأننا نظر للقضية من شرفة عالية هادئة ، حيث أوضح أن الجيش المصري لن ينجر ولن يدخل صراعًا عسكريًا ، يهدد الأمن المصري والاقتصاد المصري لمجرد استفزاز عسكري لن يفيد الأشقاء الفلسطينيين ، على العكس فقطاع غزة لن يستفاد شيئًا من اتساع رقعة الصراع غرب حدوده بل استقرار الحدود المصرية يساعد أشقاءنا في إيصال المساعدات و حصد المزيد من المكتسبات السياسية والدبلوماسية ، كما نمّت كلماته عن دراسات مصرية قوية وعميقة عن القضية الفلسطينية جغرافيًا وأمنيًا وجيوسياسيا وكأن على الطاولة المصرية مجلدات بها أقوي الدراسات عن القطاع والتحديات والمعابر، وكأن مصر استذكرت جيدًا كل ما يخص القضية ، وما يحدث هناك كما أكد أن ما يحدث أمام السفارات المصرية لن يجُدي ، فموقف مصر تجاه القضية واضح وحكيم وهادئ لا ينساق وراء أي استفزاز ، ولكنه موقف نشط وقوي وفعّال بل يعطى أقصي استفادة للقضية الفلسطينية بذلك التوازن الصعب الذي تحققه الدولة المصرية .
فخطابات الرئيس السيسى دومًا تتسم بالهدوء والصبر على الشدائد والشفافية والرسائل القوية وصبغة تشجيعية تحفيزية للشعب المصري