قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

7 أخلاق لتربية النفس عليها.. علي جمعة يكشف عنها

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، إن سيدنا النبي أوصانا بمحاسن الأخلاق وأرشدنا إلى سبع نصائح أو سبع أخلاق يأمرنا أن نربي أنفسنا عليها.

واستشهد علي جمعة، في منشور على فيس بوك، بقول النبي في الحديث الشريف «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسَّر الله له طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه».

وتابع علي جمعة: قوله «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة»؛ والله، لو درَّبت نفسك على هذا، ولو جعلت كل ما تفعله من تنفيس الكرب عن الناس لوجه الله تعالى، مخلصًا به ربك، راجيًا ثوابه يوم القيامة، لكان ذلك تخفيفًا عليك ورحمةً يوم المشهد العظيم، ولنوَّر الله به قلبك في الدنيا، ولجعلك تفهم معنى الإنسان الذي أمامك، وأنه بُنيان الرب، كما ورد في الحديث فيما أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني: «الإنسان بنيان الرب».

كما تابع: لو عرف الطبيب أن الذي بين يديه ليس قطعة رخام، ولا خشب، ولا حديد، إنما هو إنسان، وأنه مكرَّم من الرحمن، لاختلفت المعاملة، واختلف الاهتمام، لو حمل الهم في قلبه عن الكربة التي فيها ذلك المريض، لو أن الموظف في دوائر الحكومة حمل همَّ هذا المراجع، وأراد أن يُنفِّس كربته، وأن يزيل ما فيه من همٍّ، وأن يقضي حاجته، وأن يجعل ذلك لوجه الكريم، لجعله الله سبحانه وتعالى له في الدنيا والآخرة.

وأكد علي جمعة، أنها إذا ما يسَّرنا على الإنسان، وعرفنا أنه ليس عددًا، ولا إحصاء، وإنما هو مكرمة من عند رب العالمين أسجد له الملائكة، لو عرفنا أن من يسَّر على المعسر في الدنيا يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة.

وأشار إلى أن المعسر قد يكون مديونًا؛ فإذا ما سددت عنه دينه -ولو من الزكاة- فإنك تكون قد يسرت على معسر، أو أخرت دينه الذي في ذمته لك، أو أحسنت المطالبة، أو خففت عنه، وأسقطت عنه بعض دينه، أو سترت عليه فلم تفضح حاله. والدَّين همٌّ بالليل، وذلٌّ بالنهار، لو فعلت هذا لوجه الله لشعرت بحلاوة ذلك في قلبك.

وتابع: لو أنك سترت على الناس عثراتهم، وأقلتهم ذنوبهم، لوجدت ذلك في قلبك وفي نفسك، ولستر الله عليك في الدنيا والآخرة، ولكن كثيرًا من الناس تلوك ألسنتهم أعراضَ الناس في مجالسهم غيبةً، ونميمةً، وافتراءً، وبهتانًا. والنبي يقول: «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكل ما سمع».

وذكر علي جمعة، أنه تحت شعار حرية الرأي، وحرية التداول، تحدث الغيبة والنميمة. وحرية الرأي ليس هذا مجالها؛ ليس مجالها الكذب، والافتراء، والغيبة، والنميمة، وأعراض الناس، والتكلم بالفاحشة. إنما مجالها أن يكون الإنسان حرًّا، وأن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر، وأن يكون قلبه على مجتمعه وناسه ومصالحهم، يريد الخير، ولا يريد الشر.

واستكمل: «الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»؛ فانظر إلى هذا الإطلاق الذي خاطب فيه النبي البشرية جمعاء، وهو رحمة للعالمين إلى يوم الدين. وقال: 'العبد'، ولم يقل: المسلم، ولا حتى المؤمن، ولكن قال: 'العبد'. مفهوم واسع، نسق مفتوح، قلب يسع الناس أجمعين؛ لأننا إنما ندعو إلى رب العالمين، وندعو إلى سيد الخلق أجمعين، وندعو إلى خُلُق قويم لا يختلف عليه اثنان من العقلاء، ولا يتناطح فيه أحد من العلماء.

وفي النهاية، يضع لنا رسول الله قاعدةً ذهبية: «من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه». فالقضية هي قضية العمل الصالح. والعمل الصالح أن تبدأ بنفسك، ثم بمن تعول، أو أن تبدأ بنفسك، ثم بمن يليك. فعليك أن تبدأ بنفسك من هذه اللحظة، بعد أن سمعت نصيحة رسول الله ﷺ. جدد إيمانك، قل: لا إله إلا الله، وابدأ السير في طريق الله، متخلِّقًا بما أراده لنا سيدُنا رسول الله.