شهدت المدرسة الفنية المتقدمة بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة ، تنظيم ندوة حوارية تثقيفية قدمها فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية ، بعنوان «الإدمان وارتباطه بانهيار القيم المجتمعية»
جاء ذلك فى إطار التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ودار الإفتاء المصرية فى تنفيذ لقاءات تثقيفية للطلاب والطالبات بهدف احياء القيم وبث روح الولاء والانتماء وإعداد جيل قادر على القيادة والوسطية ولديه من المهارات الحياتية ما يجعله ذو تفوق وابداع ، وتنفيذا لتوجيهات محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، واشراف وحضور الدكتورة ايمان محمد حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، ومتابعة وتنفيذ أمين الدسوقى مدير عام الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية.
وانعقدت الندوة بحضور كلا من : الدكتورة إيمان محمد حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم ، و الدكتورة همت أبو كيلة مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وأمين الدسوقي مدير عام الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، ومنيرة أسامة مدير عام الشئون التنفيذية بالقاهرة، ولفيف من القيادات التربوية، وبمشاركة أكثر من ٥٥٠ طالبًا وطالبة من إدارات (وسط القاهرة – شرق مدينة نصر – القاهرة الجديدة – مصر الجديدة).
واستهل الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمته بأن الحديث عن مخاطر الإدمان، ضرورة حياتية وفريضة دينية، وأن المحافظة على العقل والجسد والأخلاق أساس مجتمع آمن ومتماسك ومستقر، حيث إن الإدمان بوابة كل طريق منحرف وشاذ، كما أنه الأداة التي يتسلح بها أعداء الوطن للإجهاز عليه، من خلال القضاء على شبابه، الذين هم سواعد نهضته وعماد قوته، محذرًا من الانجرار في هذا الطريق الذي يفقد الإنسان صوابه وأخلاقه ويصبح عبئًا على نفسه ووطنه، لافتًا إلى أن آثار هذه المخدرات تتعدى الفرد لتطال الأسرة والمجتمع، مهددة الأمن القومي والقيم الاجتماعية والدينية.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن جميع الشرائع والرسالات جاءت لتنظيم علاقة الإنسان بربه وبالمجتمع، وحثت على احترام العقل والمحافظة على الجسد، وبيان القيم والأخلاق التي تبني مجتمعًا آمنًا ومستقرًا.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن الإدمان لا يهدد الفرد فحسب، بل يستهدف كيان الأمة بأسرها، إذ يضرب عمقها القيمي والأخلاقي ويعطل طاقاتها الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد شبابه الواعي المحافظ على عقله وأخلاقه، وأن كل شاب هو مشروع قائد إذا امتلك الوعي والإرادة، داعيًا إلى إدراك خطورة الحرب الخفية التي تُشن على العقول من خلال بث السموم الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن مواجهة هذه الحرب تكون بالعلم والإيمان والانتماء الصادق، لا بالانسياق وراء المغريات الزائفة التي تُهلك الجسد وتفسد الضمير.
وشدد مفتي الجمهورية على أن بناء الوعي لا يتحقق إلا بتكامل دور الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسات الدينية، مشيرًا إلى أن التنشئة السليمة تبدأ من البيت الذي يغرس القيم ويحصن الأبناء من الانحراف، وأن المدرسة تُكمل هذا الدور بتربية العقول على التفكير السليم واحترام الذات، داعيًا إلى جعل الحوار والمصارحة أساس العلاقة بين الأجيال، فالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة هما أول خطوط الدفاع في مواجهة الإدمان، مؤكدًا أن حماية الشباب مسؤولية وطنية مشتركة لا تقل أهمية عن حماية الحدود.
من جانبها، أعربت الدكتورة إيمان محمد حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، عن شكرها وتقديرها لمفتي الجمهورية على كلمته المؤثرة، التي لامست عقول وقلوب الطلاب، مؤكدة أن الندوات التي تعقدها دار الإفتاء في مدارس الجمهورية تحمل رسالة توعوية رفيعة المستوى وتقدم نموذجًا متكاملًا للتعاون بين المؤسسات التعليمية والدينية في حماية المجتمع من الظواهر السلبية، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تُعد من أنجح الوسائل لترسيخ ثقافة الوعي والانضباط الفكري والأخلاقي بين الطلاب ودعم دور المدرسة في بناء شخصية المواطن الصالح الذي يدرك مسؤوليته تجاه وطنه.
وفي ختام اللقاء، قدمت الدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة، درع مديرية التربية والتعليم لفضيلة المفتي؛ تقديرًا لجهوده المستمرة في دعم القيم والمبادئ الأخلاقية ونشر الوعي بين الشباب.












