لعل الاستفهام عن بماذا كان يدعو الرسول إذا قام من الليل ؟، يهم أولئك الذين يتبعون هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ويلتمسون فيه النجاة والثواب والأجر الكبير، واغتنام الفضل العظيم، ويتساءل من يقوم الليل منهم خاصة بماذا كان يدعو الرسول إذا قام من الليل ؟، لعل به يفوزون بدعاء مستجاب يحقق أحلامهم.
بماذا كان يدعو الرسول إذا قام من الليل
أجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة رحمه الله ووزير الأوقاف الأسبق، عن سؤال بماذا كان يدعو الرسول إذا قام من الليل ؟، بأن هناك دعاء من ثلاثة وثلاثين كلمة ، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو به إذا قام من الليل ، مشيرًا إلى أن الله تعالى هو من علمه لرسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- ليستجيب له، ويكون لنا دليلاً نهتدي به .
وأوضح “ الشعراوي” في إجابته عن سؤال بماذا كان يدعو الرسول إذا قام من الليل ؟، أنه لما سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- بأي شيء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو إذا قام في الليل.
وأضاف: قالت رضي اللّه عنها: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
واستشهد بما روى مسلم في صحيحه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن -رضي الله تعالى عنه- قال: سألت عائشة رضي اللّه عنها بأي شيء كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ .
وتابع: قالت رضي اللّه عنها: كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - إذا قام من الليل افتتح صلاته : (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) "رواه مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها".
حديث دعاء الاستيقاظ من النوم
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء يقال عند الاستيقاظ من النوم ليلًا يغفر الذنوب، ويجعل الدعاء مستجابًا عند الله تعالى.
وورد دعاء الاستيقاظ من النوم في حديث رًوي عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» (رواه البخاري).
كما يرشدنا النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث دعاء الاستيقاظ من النوم إلى دعاءٍ جامعٍ نافع يقولُه المؤمنُ إذا تعَارَّ مِن اللَّيل، أي: من استيقظ من النوم، وهو: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قديرٌ، الحمدُ لله، وسبحان الله، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَر، ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا باللهِ.
ويُخبِرُ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن قال هذا الدُّعاءَ بعد استيقاظِه مِن اللَّيل، ثمَّ دعا استُجِيبت دعوتُه، وإذا صلَّى قُبِلت صلاتُه.
في حديثِ دعاء الاستيقاظ من النوم ما وعَد اللهُ عبادَه على التيقُّظِ مِن نومِهم لهِجَةً ألسنتُهم بشَهادة التَّوحيدِ له والرُّبوبية، والإذعانِ له بالمُلك، والاعترافِ له بالحمدِ على جزيلِ نِعَمِه الَّتي لا تُحصى، رَطْبةً أفواهُهم بالإقرارِ له بالقدرةِ الَّتي لا تتناهى، مطمئنَّةً قلوبُهم بحمدِه وتسبيحِه وتنزيهِه عمَّا لا يليقُ بالإلهيَّةِ مِن صفاتِ النَّقص، والتَّسليمِ له بالعجزِ عن القدرةِ عن نَيل شيءٍ إلَّا به تعالى؛ فإنَّه وعَد بإجابة دعاءِ مَن بهذا دعاه، وقَبولِ صلاةِ مَن بعد ذلك صلَّى، وهو تعالى لا يُخلِفُ الميعادَ، وهو الكريمُ الوهَّاب.