على مدار الأسبوع الماضي، قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بجولة خارجية شملت بروكسل وروما وواشنطن، للمشاركة بمنتدى البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي، ومنتدى الأغذية الذي تنظمه منظمة (الفاو)، والاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن، حيث حرصت المشاط خلال الزيارات على الترويج لإطلاق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» والنموذج الاقتصادي الجديد الذي تطرحه من أجل التركيز على القطاعات الأعلى إنتاجية.
وشملت الجولة لقاءات موسعة مع مسئولي الحكومات والمؤسسات الدولية، والمستثمرين، ووسائل الإعلام العالمية، حرصت خلالها على استعراض قصة الإصلاح الاقتصادي في مصر والإجراءات التي نفذتها الدولة منذ مارس 2024، وعزم الحكومة المضي قدمًا في تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية من أجل دفع النمو المستدام، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار، واستعرضت تمكين القطاع الخاص كمحور رئيسي في كافة المناقشات التي أجرتها ، وعقدت اجتماعات متعددة مع البنك الدولي، ومؤسساته التابعة، والاتحاد الأوروبي، من أجل توسيع نطاق التمويلات المبتكرة للقطاع الخاص، وضمانات الاستثمار.

وكانت احدى محطات الجولة الخارجية للمشاط منتدى «البوابة العالمية» ، الذي تنظمه المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك في إطار المبادرة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي عام 2021، وتسهم في تعزيز الشراكة الاستثمارية مع الدول المختلفة في مجالات متنوعة مثل الطاقة الخضراء، والصحة، والمياه، والتحول الرقمي، والنقل والبنية التحتية.
ضمانات الاستثمار
وخلال الزيارة، التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عددًا من مسئولي المفوضية الأوروبية، حيث شهدت اللقاءات بحث استعدادات القمة المصرية الأوروبية المرتقبة، وتطورات تنفيذ اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وآلية ضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو، فضلًا عن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة بقيمة 4 مليارات يورو.
وعقدت المشاط لقاءات ثنائية مكثفة مع ممثلي حكومات عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وهي فرنسا والدنمارك والسويد وهولندا وسلوفاكيا، وشهدت اللقاءات مباحثات مكثفة حول تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري.
وخلال زيارتها لبروكسل، أطلقت الوزيرة النسخة الإنجليزية من الملخص التنفيذي لـ «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. السياسات الداعمة للنمو والتشغيل»، مع مفوضي الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الأوروبية، وشملت الزيارة لقاءات مع رؤساء وممثلي بنوك التنمية متعددة الأطراف، منهم : أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لمناقشة محفظة التعاون الحالية والمستقبلية بين مصر والبنك، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية ودعم المشروعات التنموية في مختلف القطاعات، ولودجر شكنخت، نائب الرئيس والأمين العام للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وفيليب ديليور، نائب الرئيس الأول لشركة "ألستوم الفرنسية العالمية" للشئون الخارجية، سبل تعزيز التعاون المشترك، وجهود زيادة استثمارات الشركة في مصر وتوطين الصناعة، في ضوء الأولوية التي توليها الدولة لهذا القطاع الحيوي.
وعقب انتهاء مشاركتها بمنتدى البوابة العالمية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، توجهت الدكتورة رانيا المشاط، للمشاركة في فعاليات المنتدى العالمي للأغذية (WFF) لعام 2025، والذي تُنظمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في روما، حيث شهدت الزيارة توقيع الدكتورة رانيا المشاط، والدكتور شو دونيو، مدير عام (الفاو)، خطاب نوايا بشأن عضوية واستضافة مصر للأكاديمية الإقليمية للقيادة، التي أنشأتها الفاو لتكون مركزًا لتدريب القيادات وصنّاع القرار في مجالات السياسات العامة المرتبطة بتحول النظم الزراعية والغذائية بما يسهم في بناء القدرات المؤسسية ودعم صناع القرار في المنطقة لتحقيق هذا التحول بكفاءة واستقلالية.
وعقدت المشاط خلال الزيارة اجتماعًا مع ديانا باتاجيا، مديرة مكتب الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لترويج الاستثمار والتكنولوجيا في إيطاليا، وباولو لومباردو، مدير التعاون الدولي وتمويل التنمية بصندوق الودائع والقروض الإيطالي CDP.
وتضمنت جولة المشاط حضور اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن، حيث عقدت اجتماعات ولقاءات مكثفة مع مسئولي صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، واستعرضت جهود الإصلاح الاقتصادي والهيكلي في مصر.
وفي نفس السياق، ألقت «المشاط»، كلمة مصر، بالاجتماعات الوزارية لمجموعة الـ 24 الحكومية الدولية المعنية بالشئون النقدية الدولية والتنمية، وشاركت في اجتماع المحافظين العرب والأفارقة مع أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي.
كما التقت مجموعة جيفرز المالية العالمية ، وهي واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال الخدمات الاستثمارية والمالية ، وذلك لاستعراض قصة الإصلاح الاقتصادي في مصر، ومناقشة أبرز تطورات الاقتصاد الذي يشهد تحسناً إيجابياً على مختلف الأصعدة، وشاركت في جلستين نقاشيتين نظمهما مركز التنمية الدولية، لمناقشة دور مؤسسات التمويل الدولية في مواجهة التحديات العالمية الحالية، فضلًا عن المنصات الوطنية لتعزيز فعالية جهود التنمية.
وأصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، أحد أكبر بنوك التنمية متعددة الأطراف في العالم، بيانًا مُشتركًا حول تطورات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي في مصر، وإطلاق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل»، وبحثت مع ناديا كالفينو، رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي، تعزيز الشراكة ومناقشة عدد من ملفات التعاون المشتركة.
وتضمنت اللقاءات مباحثات مع ماختار ديوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي، و هيروشي ماتانو، نائب رئيس الوكالة الدولية لضمان الاستثمار (ميجا)، الجهود المشتركة لتمكين القطاع الخاص، والتوسع في آليات التمويل المبتكرة للشركات المحلية والأجنبية.
ومن جهة اخرى، شاركت المشاط في فعاليات إطلاق مبادرة «الصحة من أجل التنمية والعمل»، التي أطلقها البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، وحكومة اليابان، كما شاركت في فعالية رفيعة المستوى لإطلاق «صندوق الثقة متعدد المانحين»، ضمن المرحلة الثانية من ميثاق مجموعة العشرين للشراكة مع قارة أفريقيا للفترة من 2025-2030، ويستهدف ميثاق مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، تحفيز الاستثمار الخاص في قارة أفريقيا.