محبة أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست مجرد شعور عابر أو تقليد اجتماعي، بل هي من أعمق وأصدق تعابير الإيمان التي جُعلت جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية.
في زمن تتداخل فيه المفاهيم وتختلف التفسيرات، يأتي دور علماء الدين في توضيح أن محبة أهل البيت هي من أوامر الله ورسوله، وأنها تعكس الصدق في الإيمان والالتزام بالمنهج النبوي القويم.
الله تعالى وصف أهل البيت بأنهم أطهر خلقه بعد النبي
قال الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى وصف أهل بيت النبي بأنهم "أطهر وأنقى خلق بعده"، مستشهدًا بالآية الكريمة: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا». وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الأمة بالمودة في القربى، وهو ما يعني محبة أهل البيت والتعلق بهم.
المحبة الحقيقية تظهر في الأفعال لا الأقوال فقط
أوضح الشيخ الطحان خلال حلقة برنامج "مع الناس" أن المودة في قوله تعالى «إلا المودة في القربى» تعني الحب العملي الصادق، وهو أن يُظهر المسلم حبه لأهل البيت بالإحسان إليهم وتعظيم قدرهم، وليس مجرد قول لفظي بلا عمل. فالحب الحقيقي يتطلب التقدير والاحترام والتمسك بسيرتهم وأخلاقهم.
النبي وأهل بيته.. مثال للمودة والرحمة
ذكر الشيخ محمود الطحان أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في حق أهل بيته، مثل قوله عن فاطمة رضي الله عنها: «فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما يؤذيها ويريبني ما يريبها»، وقوله عن الحسن والحسين: «اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما». وأكد أن محبة أهل البيت هي عبادة تقرب العبد إلى الله وتعزز الإيمان.

محبة أهل البيت منهج أصيل للسنة بعيدًا عن الغلو والتشيع
نبه أمين الفتوى إلى أن محبة أهل البيت ليست حكرًا على فريق بعينه ولا تعني الانتماء إلى مذاهب بعينها مثل التشيع، بل هي منهج أصيل في أهل السنة والجماعة، حيث كان السلف الصالح يجلّون أهل البيت ويحترمونهم دون غلو أو إفراط.
الاحتفال بذكرى أهل البيت تعبير عن محبة النبي وتعظيمهم
أكد الشيخ محمود الطحان أن الاحتفال بذكرى مولد سيدنا الحسين رضي الله عنه وغيره من أهل البيت هو تعبير مشروع عن المحبة والمودة التي أمر بها الإسلام، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفال هو من تمام الاتباع ولا يعد من الابتداع.