في اكتشاف جيولوجي أثار دهشة العلماء وهواة الذهب على حد سواء، كشفت قرية صغيرة شمال إسبانيا تدعى نالفيغاس، عن وجود ما يعرف بـ"نهر الذهب"، في حدث يعيد إلى الأذهان تاريخ المنطقة العريق مع هذا المعدن النفيس.
تقع نالفيغاس في قلب منطقة أستورياس، وهي منطقة جبلية تشتهر بتقليد قديم يعرف باسم "البت الذهبي" أو تنخيل الذهب وهي طريقة تقليدية لاستخراج حبيبات الذهب من رواسب الأنهار، باستخدام وعاء دائري خاص يعرف بالطنجرة الذهبية، يتم من خلاله فصل المعادن الثقيلة مثل الذهب عن المواد الأخف وزنا.
إرث روماني وكنوز جيولوجية
تعود وفرة الذهب في هذه المنطقة إلى عوامل طبيعية وجيولوجية متعددة، منها التعرية والنشاط التكتوني والبركاني الذي شهدته جبال كانتابريا منذ العصور القديمة.
ويذكر أن الرومان كانوا أول من استغل ثروات هذه المنطقة، إذ حولوها في العهد الإمبراطوري إلى أحد أهم مراكز استخراج الذهب في مقاطعة هيسبانيا، وابتكروا فيها أولى تقنيات فصل الذهب من الأنهار.
من مهنة إلى مهرجان
رغم أن التنقيب عن الذهب لم يعد اليوم مصدر رزق رئيسيا لسكان نالفيغاس، فإن هذا التقليد القديم تحول إلى فعالية سياحية وثقافية تجذب الزوار من مختلف أنحاء إسبانيا وأوروبا.
فكل عام تستضيف القرية البطولة الوطنية للتنقيب بالطنجرة، وهي مسابقة تجمع بين المهارة والدقة والسرعة في استخراج حبيبات الذهب من الرمال باستخدام أدوات بسيطة.
تفاصيل البطولة
تقام المنافسات في فئات فردية وجماعية، حيث يتعامل المشاركون مع 10 إلى 20 كيلوجراما من الرمال تحتوي على 5 إلى 20 حبة من الذهب، عليهم استخراجها بدقة وفي زمن قياسي.
ويتم تتويج الفائزين بناء على سرعة العمل ودقة النتائج، في أجواء احتفالية تمزج بين الترفيه والتاريخ.
ذهب الماضي وسياحة المستقبل
تحول هذا التقليد اليوم إلى رمز للهوية المحلية وأداة لتعزيز السياحة الريفية في شمال إسبانيا، إذ يجمع بين المتعة والمعرفة ويعرف الزوار بتاريخ المنطقة الجيولوجي الغني.
كما يعد نشاط تنخيل الذهب وسيلة تعليمية للأجيال الجديدة، تعيد إحياء روح الاكتشاف وتكرم الإرث الروماني الذي ما زال يتلألأ في مياه أستورياس حتى اليوم.

