قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

احتفالية مصر وطن السلام | رسائل عميقة من قلب القاهرة إلى العالم.. رمزية الرفال وسلام وحراس الرمال

احتفالية "مصر وطن السلام".. رسائل الدولة من القلب إلى العالم
احتفالية "مصر وطن السلام".. رسائل الدولة من القلب إلى العالم

في أمسية مهيبة جمعت بين الفن والرمز والسياسة والوجدان، جاءت احتفالية "مصر وطن السلام" لتؤكد أن مصر تعرف قيمتها جيدًا، وتُعلِم بها من يجهلها أو يتجاهلها عمدًا. 

لم تكن مجرد احتفالية فنية عابرة، بل كانت لوحة وطنية متكاملة حملت في طياتها رسائل عميقة، ووجهت خطابًا واضحًا للأصدقاء قبل الأعداء، بلغة القوة، والعزة، والكرامة.

من أول نغمة.. بليغ حمدي ونصر أكتوبر

منذ اللحظات الأولى، استُقبل الحضور بألحان بليغ حمدي لأغنية "بسم الله"، التي ارتبطت في ذاكرة المصريين بنصر أكتوبر المجيد، لتعيد أجواء الانتصار والعزة والفخر الوطني. تلك البداية لم تكن مصادفة، بل كانت تذكيرًا بأن مصر التي صنعت النصر بالأمس، قادرة على حماية سلامها وأمنها اليوم.

افتتاح بآية القوة والإعداد

افتُتحت الاحتفالية بآية من سورة الأنفال: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ...” في اختيار الآية تأكيد صريح على أن السلام في المفهوم المصري لا يُفهم إلا من موقع القوة، وأن مصر لا تفرط في أمنها ولا تقبل المساس بسيادتها، فالقوة هي الطريق لحفظ السلام، لا الاستسلام.

اسعاد يونس

رسائل بالجمال والرمز.. من البيجامة الكاستور إلى الجيش المصري

جاءت رسالة الفنانة إسعاد يونس عبر مشهد "البيجامة الكاستور" ذكية وعميقة، تعرف طريقها جيدًا إلى من وُجهت إليهم، تحمل روح الدعابة المصرية الممزوجة بالكرامة.

ثم جاء فيلم "الجيش المصري دايمًا على الموعد" ليكمل الرسالة ذاتها، مؤكّدًا أن الجيش الذي حمل راية النصر في أكتوبر، ما زال على الموعد في كل تحدٍّ، صامتًا حينًا، وحاضرًا بقوة حين يُستدعى.

مصر.. وطن العرب جميعًا

أما أغنية "الغريب فيها عاش مطمن"، فكانت رسالة صادقة من القلب إلى الأشقاء السوريين واليمنيين والسودانيين والعراقيين والليبيين، وفي القلب منهم الفلسطينيون.

رسالة تقول إن مصر لم ولن تكون يومًا غريبة على أي عربي، فهي الملجأ، والملاذ، والوطن الكبير الذي لا يُغلق بابه في وجه أحد.

محمد سلام

محمد سلام.. وجمهور يعرف ما يريد قوله

عندما ظهر الفنان محمد سلام، علت أصوات الحاضرين بشكل فاق أي صوت آخر، وكأن الجمهور قرر أن يُكمل الرسالة بنفسه، فهتف من القلب ليقول إن الصوت المصري ما زال قويًا، حاضرًا، ومسموعًا من المحيط إلى الخليج.

آمال ماهر

آمال ماهر بعد غياب

شهدت احتفالية "مصر وطن السلام" ظهورًا لافتًا للفنانة آمال ماهر بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، في لحظة انتظرها جمهورها ومحبوها بشوق كبير. 

فقد جاء حضورها في الاحتفالية بمثابة عودة فنية ورسالة رمزية في آنٍ واحد، حملت في طياتها معنى الاستمرارية والتجدد، وأن الصوت المصري الأصيل لا يغيب مهما طال الغياب. 

وبأدائها المميز وإطلالتها الراقية، أضافت آمال ماهر بريقًا خاصًا إلى الأمسية، لتؤكد أن الفن المصري ما زال قادرًا على استعادة مكانته وقلوب جمهوره في كل زمان.

سيناء.. أرض محروسة بأهلها

في فيلم "حراس الرمال"، جاءت الرسالة واضحة: سيناء ليست فقط أرضًا مصرية، بل روح الوطن وحصنه. العالم كله تلقّى الرسالة بأن هذه الأرض لن تكون إلا لأهلها، وأنها محروسة بإيمانهم ودمائهم، لا بالجيوش وحدها.

وحدة حقيقية.. لا شعارات

حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس لم يكن بروتوكولًا أو مجاملة دينية، بل تجسيدًا حيًّا لوحدة المصريين، بعيدًا عن الكلاشيهات القديمة، ليقدما معًا مشهدًا من التماسك الوطني الحقيقي.

فلسطين في القلب

استقبال الطفلة الفلسطينية ريتاج، سواء كانت بملابسها البسيطة أو دون تحضير مسبق، حمل في ملامحها براءة القضية وصدقها، فكان المشهد مؤثرًا، صادقًا، يعبّر عن وجدان كل مصري يرى في فلسطين جزءًا من روحه.
ثم جاء فيلم "مصر طريق العودة" ليؤكد أن مصر ليست فقط شريكة غزة، بل هي خط المواجهة الأول ضد محاولات التهجير، وأن طريق العودة إلى الأرض لا يمر إلا من بوابة القاهرة.

أسئلة الزمن وإجابات الواقع

حتى فيلم "بيجيبوا الرافال ليه؟" كان بمثابة مراجعة صادقة لوعي البعض، فبعد مرور السنوات، أثبت الزمن أن السؤال لم يكن يحتاج إلى إجابة، لأن من يبني جيشًا قويًا لا يستعد لحرب، بل يحافظ على سلام.

رسالة الختام.. لا للتهجير، نعم للسلام العادل

اختُتمت الاحتفالية بتأكيد واضح وصريح على رفض التهجير، لتغلق مصر الباب في وجه كل من يحاول العبث بثوابتها أو اختبار صبرها.

وفي النهاية، لم تكن "مصر وطن السلام" مجرد احتفال فني، بل بيان وطني مصاغ بلغة الفن، محمّل برسائل الدولة المصرية للعالم.
شكرًا لمن فكر، ولمن نفذ، ولمن عرف كيف يجعل من الفن رسالةً تصل ببلاغة لا تحتاج إلى ترجمة.