ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، مساء اليوم الخميس، كلمة خلال مشاركته في ملتقى «الشباب والمعرفة» الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمدينة الجلالة بمحافظة السويس، بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وسعادة الدكتور صالح بن إبراهيم بابعير، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والدكتور محمد رضا عبده، مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جمهورية مصر العربية، والدكتور مصطفى الشيمي، المدير العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور أحمد كشك، مدير عام رعاية الطلاب بالجامعة، وعدد من العلماء والمفكرين.
وخلال كلمته، أكد رئيس جامعة الأزهر أن عنوان الملتقى «الشباب والمعرفة» يجمع بين عنصرين أساسيين في بناء الأمم، موضحًا أن الشباب هم «القوة بين ضعفين»، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾، وأنهم يمثلون طاقة الأمة وعدتها في الحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ جعل الشاب الذي نشأ في عبادة ربه في مرتبة تلي الإمام العادل؛ تقديرًا لدور الشباب في حمل رسالة الإصلاح وبناء المجتمعات.
وأوضح رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً يعمل على تخريج جيل أفضل، مستشهدًا بقول الدكتور محمد محمد أبو موسى، عضو هيئة كبار العلماء: «إذا خرَّجنا جيلًا أقل من مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتخلُّف، وإذا خرَّجنا جيلًا في مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتوقُّف، فلا مفرَّ من أن نخرِّج للأمة جيلًا أفضل منا»، وذلك إيمانًا بأن النهوض الحضاري لا يتحقق إلا بطلاب علمٍ يتفوقون على من سبقهم علمًا وفكرًا وعطاءً، مؤكدًا فضيلته أن المعرفة بحرٌ لا ساحل له، وأن طلب العلم في أي من فروعه طريقٌ إلى الخير والرفعة.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يحتضن أكثر من ثلاثين ألف طالب وافد في الجامعة، ومثلهم في مراحل التعليم قبل الجامعي، من أكثر من مائةٍ وعشرين دولة حول العالم، مما يعكس مكانة الأزهر وريادته في نشر الوسطية والعلوم الشرعية واللغوية في مختلف دول العالم.
ودعا رئيس جامعة الأزهر الطلاب المشاركين إلى الاستفادة من هذا الملتقى في تعزيز التعارف والتآلف وتبادل الخبرات، مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منارةً للعلم والفكر، وميدانًا لصناعة أجيالٍ تجمع بين الرسوخ العلمي والانتماء الوطني والوعي الإنساني.