في حياتنا بنمر بمحطات كتير، منها اللي بيفضل محفور جوانا ومنها اللي بنحاول نمسحه كأنه ما حصلش، لكن الحقيقة إن مفيش صفحة بتتقفل فعلا غير لما نقرر نحط النقطة ونبدأ من اول السطر. النقطة دي مش مجرد علامة في آخر الجملة، دي لحظة قرار، لحظة مواجهة بينك وبين نفسك، تقول فيها كفاية كده، كفاية وجع، كفاية تنازلات، كفاية خوف، وتبدأ من جديد.
في ناس بتفضل تعيش في الماضي، تفتكر كل تفصيلة وجعها، وتعيد وتزيد في الكلام كأنها مش قادرة تطلع من الدائرة، وده طبيعي لفترة، لكن مش طبيعي تبقى حياتك كلها حكاية قديمة بتعيدها كل يوم. الحياة مش واقفة، والدنيا مش بتستنى حد، واللي فات خلاص فات. يمكن كان لازم يحصل علشان يعلمك، علشان يجهزك للخطوة الجاية، بس الأكيد إنك مش المفروض تعيش فيه طول عمرك.
أوقات كتير بنخاف نبدأ من جديد، بنقول لنفسنا خلاص فات الوقت، أو الفرصة راحت، أو مش هقدر أرجع زي الأول، وده أكبر وهم ممكن نصدقه. مفيش حاجة اسمها فات الأوان، طول ما فيك نفس، فيك أمل. نقطة ومن اول السطر معناها إنك بتدي نفسك فرصة، بتسامحها، وبتقول لها قومي كملّي، لسه في صفحات كتير ما اتكتبتش.
يمكن البداية الجديدة تكون بعد وجع كبير، أو بعد خسارة، أو بعد خيبة أمل، بس ساعات الوجع ده هو اللي بيصحيك، هو اللي بيخليك تشوف الحقيقة، وتشوف مين يستحق تكمّل معاه ومين لأ. مش دايما البدايات سهلة، بس دايما ضرورية.
المهم إنك ما تستسلمش، حتى لو وقعت عشر مرات، قوم في المرة الحادية عشر، يمكن هي دي اللي هتفرق. متخليش الماضي يسرق منك الحاضر، ومتخليش حد يقنعك إنك ضعيف، لأنك لو كنت ضعيف ما كنتش لسه بتحاول.
ابدأ من جديد، واكتب سطورك بيدك، ما تخليش حد يمليها عليك. افتكر إن الحياة مش بتتقاس بعدد المرات اللي وقعت فيها، لكن بعدد المرات اللي وقفت تاني. حط نقطة، وابدأ سطر جديد، يمكن تكون دي أحسن حكاية لسه ما اتكتبتش.
نقطة ومن اول السطر، مش نهاية، دي بداية حياة تانية، أنضج، أهدى، وأقوى.