قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما حكم الاستنساخ البشري؟.. الإفتاء تجيب

الاستنساخ البشرى
الاستنساخ البشرى

قالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمى على فيس بوك إن الاستنساخ البشري هو جريمة أخلاقية وقانونية ترتكب في حق الإنسان وتمثل اعتداء على ذاتيته وخصوصياته التي يتميز بها من بين سائر الحيوانات.

واوضحت خلال اجابتها عن سؤال “ما حكم الاستنساخ البشرى؟” ان الاستنساخ في هذا المستوى العابث المنفلت من كل القيود والضوابط يعكس الوجه الآخر القبيح والخطير لتقدم العلوم والتقنيات وتطورها خارج إطار الأخلاق ومقاصد الشرائع السماوية.

وتابعت: ورغم أن الاستنساخ البشري قد أحاطته جملة من الشكوك والريب في إمكان تطبيقه وصيرورته أمرًا واقعًا، إلا أن ما نشرته الصحف عن استنساخ طفلة أثار الرعب في نفوس عقلاء العالم من علماء وسياسيين ومفكرين وقانونيين وغيرهم؛ وذلك لما يحدثه هذا العبث من عدوان ينتهي لا محالة إلى هدم الأسرة وتحطيم الهيكل الاجتماعي للإنسان وتدمير روابط النسب والقرابة وصلات الأرحام ومؤسسة الزواج وهي مؤسسة مقدسة منذ القدم احترمتها الأديان وعوَّلت عليها كثيرًا في أحكامها وتشريعاتها وقيمها.


هذا إضافة إلى أن الاستنساخ البشري سوف يقدم لنا إنسانًا مبتورًا من أي جذور ينتمي إليها أو يشعر بالولاء لها، إنسانًا مشوه الفكر، متحجر القلب، أناني الشعور، باختصار: إنسان لا أخلاقي، لا أصل له ولا فرع، ولنا أن نتصور الصور البشعة للجرائم التي يسهل اقترافها على أيدي هؤلاء المعزولين عقليًّا ونفسيًّا وشعوريًّا، ولعل هذا ما دعا المؤسسات العلمية في أوربا وأمريكا إلى المناداة بضرورة التدخل لوضع حد لهذا العبث الذي طال أخيرًا كينونة الإنسان وتاريخه وحضارته، بل هذا ما حفز الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي إلى المطالبة بوضع تشريعات قانونية توقف هذا الخطر الذي يهدد الجميع بدون تفرقة، ومن نفس هذا المنطلق يحرم علماء الإسلام والمسيحية واليهودية هذا اللون من الاعتداء العلمي على خليفة الله في الأرض، ويعدونه نشاطًا إبليسيًّا يتعاون عليه شياطين الإنس والجن، وصدق الله العظيم: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ﴾ [النساء: 119].

بيان حكم الاستنساخ في مجال النبات والطب
وأضافت: إذا تركنا هذا اللون من الاستنساخ المدمر -الاستنساخ البشري- وذهبنا نتأمل الاستنساخ في مجالات أخرى؛ كالنبات مثلًا، أو في مجالات طبية بهدف الحصول على أعضاء تعوض الإنسان المريض ما يفقده أو ما يتلف من أعضائه كالكبد والكلى وغيرهما؛ فهذا الاستنساخ إذا تم وأجريت عليه التجارب العلمية اللازمة وثبتت فعاليته فإنه مشروعٌ وتشجعه شريعة الإسلام التي تشجع كل بحثٍ علميٍّ يصب في مصلحة الإنسان المادية والمعنوية.


وأكدت بناء على ما سبق: انه يتضح لنا أن استنساخ الإنسان بصفةٍ كليةٍ حرامٌ شرعًا، وخروجٌ على منهج الله في استخلاف الإنسان وعلى الإطار الأخلاقي والاجتماعي حسب ما رسمه له القرآن الكريم، أمّا استنساخ جزءٍ أو عضوٍ من أعضاء الإنسان؛ إن كان ذلك لتعويض الإنسان المريض عمّا يفقده أو لعلاجه من بعض الأمراض فهو مشروع، وكذا الاستنساخ لزيادة إنتاجية النبات أو تحسين سلالة الحيوانات، بشرط ألا يؤثر ذلك على توازن البيئة ولا يخل بالمصلحة التي أرادها الله تعالى للكون؛ إنسانًا، وحيوانًا، ونباتًا، وجمادًا.