قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

موجات حر وجفاف وفيضانات .. خطر يهدد العالم| ايه الحكاية ؟

درجات الحرارة
درجات الحرارة

يشهد كوكب الأرض في السنوات الأخيرة اضطرابات مناخية غير مسبوقة، مع تزايد الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر الشديدة، وفترات الجفاف الطويلة، والأمطار الغزيرة المسببة للفيضانات، وحرائق الغابات المدمرة. 

ويجمع العلماء على أن السبب الرئيسي وراء هذا التصاعد هو الأنشطة البشرية، وعلى رأسها حرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

موجات حر أطول وأشد حرارة

حتى الارتفاع الطفيف في متوسط درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى تغيرات حادة في أقصى درجات الحرارة المسجلة.

 فمع تحول نطاق درجات الحرارة اليومية نحو مستويات أكثر دفئا، تزداد احتمالية الأيام الحارة، وتصبح أكثر طولا وشدة.

وفي يونيو 2025، أكد مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن فرص تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية أصبحت اليوم أكبر بـ20 مرة مما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن هذه الاحتمالات ستواصل ارتفاعها مع استمرار الاحتباس الحراري.

درجات الحرارة

وقد شهد العالم أمثلة واضحة على ذلك، مثل تسجيل مالي 48 درجة مئوية في أبريل 2024، وموجة الحر الواسعة التي اجتاحت الدول الاسكندنافية في يوليو 2025، حيث تجاوزت الحرارة 30 درجة مئوية في النرويج — وهو أمر نادر في تلك المناطق الباردة.

ويرتبط هذا النوع من الظواهر بما يعرف بـ"قباب الحرارة"، وهي مناطق ضغط جوي مرتفع تبقى عالقة فوق منطقة معينة لأيام أو أسابيع، مما يؤدي إلى احتباس الهواء الساخن وزيادة شدة الحرارة.

أمطار غزيرة وفيضانات مدمّرة

يؤكد الخبراء أن كل ارتفاع بمقدار درجة مئوية واحدة في حرارة الغلاف الجوي يرفع قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة بنسبة 7%، ما يجعل الأمطار أكثر غزارة وشدة.

ففي الفترة بين أكتوبر 2023 ومارس 2024، شهدت المملكة المتحدة ثاني أكثر فصولها رطوبة في التاريخ، فيما ضربت فيضانات مدمرة وسط أوروبا في سبتمبر 2024، شملت بولندا والتشيك ورومانيا والنمسا وإيطاليا.

وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن مثل هذه الكميات من الأمطار أصبحت أكثر احتمالا بـ4 مرات بسبب الاحتباس الحراري.

 كما تؤكد هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة أن حوادث هطول الأمطار الغزيرة تتكرر بوتيرة متزايدة في معظم مناطق اليابسة.

 فترات جفاف متواصلة

رغم صعوبة الربط المباشر بين كل حالة جفاف وتغير المناخ، فإن الاتجاه العام واضح أنماط الأمطار تتغير بشكل جذري، فبينما تصبح بعض المناطق أكثر رطوبة، تعاني مناطق أخرى من جفاف مزمن.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تبخر المياه من التربة، ما يفاقم الجفاف ويرفع درجات الحرارة أكثر.

وخلال فترات الحر الشديد، يزداد الطلب على المياه خصوصًا في الزراعة، ما يضاعف الضغط على الموارد المائية.

وفي شرق أفريقيا، تسببت خمسة مواسم مطرية فاشلة بين عامي 2020 و2022 في أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا، أدت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص في الصومال وحدها.

حرائق غابات أكثر تدميرا

الحرائق جزء طبيعي من النظم البيئية في بعض المناطق، إلا أن تغير المناخ جعلها أكثر شيوعا وأعنف من أي وقت مضى.

فمع ارتفاع الحرارة لفترات طويلة، يفقد الغطاء النباتي والتربة رطوبتهما، مما يخلق وقودا جاهزا للاشتعال وعندما تهب الرياح، تنتشر الحرائق بسرعة هائلة.

في أوائل 2024، شهدت منطقة شمال شرق الأمازون موسم حرائق كارثي، وأظهرت الدراسات أن الظروف الجوية التي ساعدت على انتشارها أصبحت أكثر احتمالا بـ 30 إلى 70 مرة نتيجة لتغير المناخ وتشير التقديرات إلى أن المساحات المحروقة كانت أكبر بأربعة أضعاف مما كانت ستكون عليه في عالم لم يسخنه البشر.