أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول ما إذا كان من الأفضل له أداء العمرة أولًا أم تزويج ابنه.
أيهما أولى.. الحج أم تزويج الأبناء أولا
وأوضح أمين الفتوى، أن الأولوية تتوقف على ظروف الابن وحالته الشخصية، مؤكدًا أن إذا كان الابن معرضًا للوقوع في الحرام أو لم يستطع الانتظار، فإن تجهيزه للزواج وحمايته يعتبر أولوية، بينما يمكن للحاج تأدية العمرة لاحقًا دون إثم.
تأخير أداء الحج أو العمرة في حالة المصلحة
وأشار الشيخ إلى أن مذهب الشافعية يسمح بتأخير أداء الحج أو العمرة في حالة المصلحة، وأن تأجيل العمرة للسنة القادمة أو التي تليها جائز شرعًا، ما دام الحج والعمرة واجبًا لم يُقدَّم بعد، مؤكداً أن المرء يعمل بالمصلحة والاعتبار للظروف الواقعية، فلا حرج في تزويج الابن قبل أداء العمرة إذا كان ذلك يحفظه ويصونه.
وقال: "الله يصلح حالك وحال ابنك، ويجعل الزواج أمانًا وحماية، ويجازيك على نيتك الطيبة في أداء العمرة لاحقًا".
حكم العمرة
اختلف الفقهاء في حكم العمرة، فمنهم من قال بوجوبها، ومنهم من قال بندبها فقط، ومنهم من فرق بين المكي وغيره، فأوجبها على غيره، ولم يوجبها على المكي، فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنها واجبة على المكي وغيره بدليل قوله تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } فالأمر بالإتمام معناه الأداء والإتيان بهما كما في قوله تعالى : {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} أي ائتوا بالصيام، تفسير من ذهب إلى وجوب العمرة كما نقله القرطبي وغيره.
والراجح أن العمرة واجبة، للآية المذكورة، وقد بوب البخاري باباً في صحيحه بعنوان «باب وجوب العمرة وبيان فضلها» وروى عن عبد الله بن عمر قوله : «ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة» [صحيح البخاري] وقال ابن عباس رضي الله عنهما : «إنها لقرينتها في كتاب الله ثم تلا قوله تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... الآية » [صحيح البخاري].
وفي إحدى روايات حديث جبريل عندما سأل النبي ﷺ عن الإسلام فقال : «أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت» [صحيح ابن خزيمة].
شروط وجوب العمرة
فيشترط لوجوب العمرة : العقل والإسلام ، والبلوغ والحرية ، والاستطاعة، والاستطاعة شرط لفرضية العمرة فقط ، لكن لا يتوقف عليها سقوط الفرض عند من يقول بفرضية العمرة أو وجوبها ، فلو اعتمر من لم تتوفر فيه شروط الاستطاعة صحت عمرته وسقط الفرض عنه.
فضل العمرة
للعمرة فضائل عديدة، وخصال حميدة، وآثار عظيمة، ومن أبرز فضائل العمرة تكفير الذنوب واستجابة الدعوات فقد ورد في ذلك المعنى أحاديث كثيرة منها : ما رواه أبو هريرة -رضى الله عنه- عن رسول الله ﷺ أنه قال : «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» [أخرجه أحمد ، وابن حبان] . وما رواه أبو هريرة -رضى الله عنه- أيضا عن رسول الله ﷺ أنه قال : «الحجاج والعمار وفد الله , إن دعوه أجابهم , وإن استغفروه غفر لهم» [ابن ماجة ، والبيهقي في الشعب].

