قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سرقة فنية في دمشق.. 6 قطع ذهبية تختفي من المتحف الوطني

سرقة فنية في دمشق.. 6 قطع ذهبية تختفي من المتحف الوطني
سرقة فنية في دمشق.. 6 قطع ذهبية تختفي من المتحف الوطني

تعرض المتحف الوطني في دمشق، أحد أبرز المتاحف السورية والشرق أوسطية، لعملية سرقة فجر الإثنين 10 نوفمبر 2025، طالبت خلالها ستة قطع ذهبية من الجناح الكلاسيكي، وفق ما أفاد مصدر قريب من إدارة المتحف ومصدر أمني لوكالة فرانس برس. 

وحتى الآن، لم تصدر إدارة المتحف أو المديرية العامة للآثار والمتاحف بيانًا رسميًا حول الحادثة، مكتفية بالإعلان عن إغلاق المتحف لأسباب أمنية على أن يُعاد افتتاحه الأسبوع المقبل.

تفاصيل الحادث والتحقيقات

أوضح المصدر الإداري أن القطع المسروقة كانت معروضة ضمن الجناح الكلاسيكي، مشيرًا إلى استمرار التحقيقات لتحديد هوية المتورطين. 

وذكر مصدر أمني أن السلطات احتجزت عددًا من الموظفين والحراس صباح الإثنين بعد اكتشاف السرقة للتحقيق معهم، ثم أُفرج عنهم لاحقًا، في حين منعت قوات الأمن جميع الموظفين من دخول قاعات العرض منذ وقوع الحادثة.

ورصد فريق فرانس برس هدوءًا كاملًا في محيط المتحف صباح الثلاثاء، مع استمرار الإغلاق وعدم ملاحظة أي نشاط أمني استثنائي، ما يشير إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة داخل المتحف لضمان تأمين المعروضات الأخرى والتحقق من جميع الإجراءات الأمنية.

أهمية الجناح الكلاسيكي والقطع المسروقة

يضم الجناح الكلاسيكي في المتحف الوطني بدمشق مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تعود إلى الحقبة الهلنستية والرومانية والبيزنطية، تشمل أسِرّة جنائزية ولوحات جدارية وتماثيل حجرية نادرة جُمعت من مواقع أثرية هامة في مختلف أنحاء سوريا.

ويعد هذا القسم من أهم الأقسام التي تعكس تنوع وغنى التراث السوري عبر العصور.

خلفية تاريخية للمتحف وإعادة افتتاحه

أعيد افتتاح المتحف الوطني في دمشق في 8 يناير 2025 بعد إغلاق طويل بسبب الأحداث السابقة التي سبقت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مع ضمان عدم تعرض أجنحته للنهب أو الفقدان خلال فترة الإغلاق. 

ويحتضن المتحف مقتنيات تعكس تسلسلًا حضاريًا ممتدًا من الكنعانيين واليونانيين والرومان إلى الأمويين والبيزنطيين، ما يجعله من أقدم المتاحف في المنطقة ومركزًا مهمًا للحفاظ على التراث الثقافي السوري.

خسائر التراث السوري خلال الحرب

منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تعرضت العديد من المواقع الأثرية الكبرى مثل تدمر والمدينة القديمة في حلب لأضرار واسعة، بالإضافة إلى نهب عشرات الآلاف من القطع الأثرية. 

وأوضح تقرير صادر عام 2020 عن مؤسسة جيردا هنكل والجمعية السورية لحماية الآثار أن أكثر من 40 ألف قطعة نُهبت منذ بداية الحرب. 

وقد استفادت من هذه التجارة غير الشرعية مجموعات مسلحة محلية ودولية، بما في ذلك تنظيم "الدولة الإسلامية"، التي قامت بتهريب العملات المعدنية والتماثيل وقطع الفسيفساء إلى الخارج وبيعها في السوق السوداء بملايين الدولارات.

وتأتي سرقة الست قطع الذهبية الأخيرة ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات على التراث السوري، ما يسلط الضوء على هشاشة الأمن الثقافي في البلاد والحاجة الماسة لتعزيز إجراءات الحماية وملاحقة المتورطين في عمليات النهب والتهريب الدولي للآثار.