قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شيخة المجاهدين.. فرحانة سالم تُسطِّر بدمها تاريخ سيناء من قلب الصحراء إلى تكريم العاصمة

الحاجة فرحانة شيخة المجاهدين
الحاجة فرحانة شيخة المجاهدين

​أعلنت مصر عن تكريم يليق بتاريخها؛ فليست كل البطولات في الميادين العسكرية، بل هناك بطولات تُنسج بخيوط الصبر والتضحية في قلب الصحراء. الحاجة فرحانة حسين سالم سلامة (92 عامًا)، المعروفة بـ "أم داود" و"شيخة المجاهدين السيناويات"، هي الرمز الحي لهذا الكفاح، حيث تحولت قصتها من مجرد سيدة بدوية تاجرة أقمشة إلى أيقونة وطنية تستحق أن يُطلق اسمها على أحياء القاهرة وشمال سيناء.


​ الفصل الأول: تاجرة الأقمشة التي هزمت الاحتلال
​تنتمي الحاجة فرحانة إلى قبيلة الرياشات العريقة بين الشيخ زويد ورفح، لكنها لم تقبل أبدًا أن يطغى الواقع البدائي على إحساسها العميق بـ "مصريتها" تحت وطأة الاحتلال. ففي زمن ساد فيه الغزاة "الشقر"، أدركت "أم داود" أن السلاح الأعظم هو المعلومة والتحرك السري.


​تتلخص قصة جهادها في استغلال تجارتها الرائجة في الأقمشة كغطاء مثالي كانت تتنقل باستمرار بين مديرية التحرير وعمق سيناء المحتلة، متحدية المخاطر لتكون حلقة وصل محورية. 

لم تكن تبيع قماشًا فحسب، بل كانت تشتري وتبيع المعلومات الاستخباراتية، وتنقلها للقوات المصرية، لتصبح شريان الحياة الذي يغذي القيادة بأدق التفاصيل من قلب سيناء. هذه السيدة التي لها ثلاثة أبناء وستة عشر حفيدًا، رفضت أن ترضخ، وقررت أن تكون جزءًا أصيلًا من حركة المقاومة والتحرير.


​ الفصل الثاني: تكريم رئاسي يرفع مجاهدة سيناء للقاهرة


​اعترافًا بالدور التاريخي والمحوري للمجاهدين من أهالي سيناء، جاء التكريم الرئاسي لـ "أم داود" ليضعها في مكانتها المستحقة.
​خلال احتفالية ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة باستاد العاصمة الإدارية الجديدة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق اسم الحاجة فرحانة سالم على منشآت حيوية هامة:
​حي بشمال سيناء: تقديرًا لكونها ابنة الأرض.
​مشروع تنموي في القاهرة: دلالة على احتضان العاصمة لبطولات أهل سيناء.
​وفي التنفيذ الفوري لهذا التوجيه، زار محافظ شمال سيناء اللواء دكتور خالد مجاور، المجاهدة بمنزلها في حي الضاحية بالعريش، مُشيدًا بدورها. وتم على الفور تشكيل لجنة لاختيار الحي الذي سيُطلق عليه اسمها بشمال سيناء.
​كما صدر قرار رسمي نُشر بالجريدة الرسمية بمحافظة القاهرة يقضي بإطلاق اسم المناضلة السيناوية على المنطقة الاستثمارية للضغط العالي بحي المقطم، ليصبح اسم "فرحانة سالم" محفورًا على أرض العاصمة رمزًا لمقاومة. 


​ شهادة التاريخ: دور لا يُنسى في سجل الوطنية
​إن قصة الحاجة فرحانة سالم، التي ما زالت تقطن حاليًا بحي ضاحية السلام، ليست مجرد سيرة شخصية، بل هي شهادة حية على أن المقاومة الوطنية شملت كل فئات الشعب. لقد كانت "أم داود" صرخة رفض مدوية للاحتلال، ونجحت في استخدام ذكائها وفطرتها البدوية لتصبح جاسوسة وطنية خدمت قضية التحرير.
​اليوم، تُخلِّد الدولة المصرية اسم فرحانة سالم لتصبح منارة للأجيال، تُعلِّمهم أن حب الوطن لا يقف عند حدود العمر أو المهنة، بل يُترجَم إلى فعل وتضحية تُكتب بحروف من ذهب في سجلات والكرامة.