تطلق الدولة المصرية خلال الأسابيع المقبلة أول أتوبيس برمائي من نوعه في الشرق الأوسط، في خطوة تعكس توجهها نحو تعزيز الابتكار في النقل السياحي، وتقديم تجربة غير مسبوقة تمزج بين متعة الرحلة البرية وسحر الإبحار في مياه نهر النيل.
المشروع يأتي في إطار خطة وزارة النقل لتحديث منظومة النقل الذكي ودعم السياحة المستدامة.
وينطلق التشغيل الفعلي في الأسبوع الأول من ديسمبر، وسيكون الأسبوع الأول مجانياً بالكامل لجميع الفئات، بهدف إتاحة الفرصة للجمهور لاختبار التجربة الجديدة.

يسع الأتوبيس 43 راكباً، وتستغرق الرحلة الواحدة نحو ساعة ونصف، وسيمتد من المتحف المصري الكبير إلى متحف الحضارة، مروراً بعدة مواقع أثرية وتاريخية.
ويبدأ الأتوبيس رحلته، وفقاً للخطة التشغيلية، بمرحلة برية تستغرق نحو 20 دقيقة قبل أن يهبط إلى مياه النيل، ليواصل الإبحار لمدة 50 دقيقة، ثم يعود إلى اليابسة لاستكمال الجزء الأخير من الجولة.
وتبدأ أسعار التذاكر للمصريين من 100 إلى 200 جنيه بحسب الفئة، بينما تتراوح أسعار تذاكر الأجانب بين 15 و25 دولاراً، مع وجود تخفيضات متوقعة لفئات محددة سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
تشغيل نسختين من الأتوبيس:
نسخة بسقف مغلق للعمل خلال فصل الشتاء، وأخرى بسقف مفتوح لتوفير تجربة أكثر انفتاحاً في فصل الصيف.
وخضع السائقون لتدريبات مكثفة شملت رخص تشغيل معتمدة من هيئة النقل النهري لضمان التعامل الأمثل مع الظروف الملاحية المختلفة.
تم تصنيع الأتوبيس البرمائي محلياً بالكامل ضمن مبادرة الدولة لتوطين صناعة وسائل النقل الحديثة في مصر، بالتعاون مع عدد من الشركات الوطنية العاملة في تصنيع الأتوبيسات.
وتم الكشف عن المشروع خلال فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي TransMEA 2025، الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة أكثر من 500 شركة من 30 دولة.
وخلال جولته في المعرض، تفقد رئيس الوزراء أحدث المركبات المصنعة محلياً، والتي تشمل أتوبيسات كهربائية وذكية مخصصة للتصدير، إضافة إلى النماذج الجديدة من القطارات والمترو، في إطار خطة الدولة للتحول نحو النقل المستدام وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ومن المتوقع أن تشكل تجربة الأتوبيس البرمائي إضافة نوعية للسياحة في القاهرة، خاصة أنه يسير على الطرق ثم يهبط إلى مياه النيل في تجربة تجمع بين المغامرة والترفيه والتعليم.

