كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن وثائق عسكرية أمريكية توضح تصورا جديدا لإعادة رسم حدود قطاع غزة على المدى الطويل، وسط مشروع سياسي أمني يرتبط بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومباحثات مجلس الأمن حول تشكيل قوة استقرار دولية ونزع سلاح حركة حماس.
وبحسب التسريبات، تعمل واشنطن على مخطط يقسم القطاع إلى “منطقة خضراء” قابلة للإعمار شرق غزة، و“منطقة حمراء” في الغرب تبقى مدمرة وخارج أي خطة إعادة بناء، في خطوة يرى خبراء أنها تمهد لتغيير سياسي وديموغرافي عميق داخل القطاع.
غزة جديدة شرق الخط الأصفر.. وغرب يترك لمصيره
وفق الوثائق، ستتولى قوات أجنبية بمشاركة جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على شرق غزة، حيث من المفترض بدء أعمال الإعمار عبر شركات دولية ضمن ما تسميه واشنطن “غزة الجديدة”.
أما الغرب الذي يضم مدينة غزة والمخيمات فسيكون موطنا لملايين الفلسطينيين بعد تهجير محتمل، على أن يبقى خارج خطط الإعمار باعتباره “المنطقة الحمراء”.
ويتم تثبيت “الخط الأصفر” كحد يفصل بين المنطقتين، ما دفع مسؤولين إسرائيليين لوصفه بـ “جدار برلين غزة”، وسط مخاوف من أن يجري تمرير الخطة بين واشنطن ونتنياهو دون مشاركة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي عبر بعض قادتها عن “خسارة القدرة على التأثير”.
كما تشير تقارير إسرائيلية إلى أن هذا التصور سيخلق “شرخًا مجتمعيًا خطيرًا” في حال جرى نقل السكان من الغرب إلى الشرق دون حل سياسي شامل.
قوة دولية وسباق في مجلس الأمن لاعتماد الخطة
ووفقا للتقارير تطرح القيادة المركزية الأميركية تشكيل قوة دولية من نحو 3000 جندي (بريطانيين وفرنسيين أساسا) مع دعم لوجيستي من دول أوروبية، على أن تعمل فقط في المناطق الشرقية دون حماية السكان غرب الخط الأصفر.
وبحسب التقارير فأنه في موازاة ذلك، تضغط واشنطن مدعومة من دول عربية بينها قطر ومصر والإمارات والسعودية لتمرير مشروع قرار أميركي داخل مجلس الأمن يدعم خطة ترامب ويؤسس لـ “مجلس السلام” حتى نهاية 2027، إضافة إلى تشكيل قوة استقرار مؤقتة تعمل مع إسرائيل ومصر والشرطة الفلسطينية “الجديدة” لضبط الحدود وإطلاق عملية الإعمار داخل “المناطق الخضراء” فقط.



