تتجه الأنظار إلى زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن تبحث المحادثات ملفات استراتيجية مهمة تشمل الاتفاق الدفاعي، صفقة طائرات F-35 الشبحية، والتعاون النووي المدني، وخلال حوار مع السياسية الأمريكية ومحامي الأمن القومي الأمريكي إيرينا تسوكرمان لصدى البلد، تناولت أهم القضايا التي ستطرح خلال الزيارة، ومدى تأثيرها على إعادة تشكيل العلاقات السعودية الأمريكية في المرحلة المقبلة.
ما هي القضايا الأساسية المطروحة على طاولة المحادثات وما دلالة توقيت الزيارة؟
تركز الزيارة على ثلاثة محاور رئيسية: الاتفاق الدفاعي المشترك، صفقة مقاتلات F-35، والتعاون النووي المدني في إطار اتفاقية 123. ويعكس توقيت الزيارة رغبة السعودية في دفع الملفات الكبرى قدما، خصوصا بعد إحراز تقدم أولي في بعض الإجراءات الفنية الخاصة بطلب الـF-35، وفي وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا إيرانيا، وضغوطا سياسية داخل واشنطن، وتحولات في موازين القوى الإقليمية.
وتسعى الرياض إلى تثبيت شراكتها مع الولايات المتحدة عبر إطار مؤسسي جديد، يواكب التحولات الأمنية والاقتصادية، ويعكس الدور القيادي للمملكة في الإقليم بدل الصورة التقليدية للشريك التابع.

إلى أي مدى يمكن أن تعيد الزيارة تشكيل الشراكة الأمنية بين البلدين؟
تطرح السعودية رؤية واضحة لمرحلة جديدة من التعاون الأمني تتجاوز التنسيق التقليدي نحو اتفاق دفاعي مقنن يشمل الدفاع الجوي والصاروخي، التعاون السيبراني، وحماية البنى التحتية الحيوية.
وتدرك واشنطن أن تثبيت هذا الإطار أصبح ضرورة في ظل المنافسة المتصاعدة مع الصين وروسيا، بينما ترى الرياض أن تقنين العلاقة يمنحها استقرارا استراتيجيا بعيدا عن تقلّبات الإدارات الأمريكية.
وتمثل التوترات الإقليمية من الهجمات الإيرانية إلى تبعات حرب غزة دافعا إضافيا لصياغة منظومة أمنية جديدة تعكس توازن القوى الحالي.
هل ستمنح الزيارة دفعة لصفقة طائرات F-35 الشبحية وما العوائق المتبقية؟
تُعد طائرات الـF-35 محورا مهما في مساعي المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية، فيما ترى جهات في واشنطن أن الصفقة ترتبط بحسابات سياسية أكثر منها تقنية.
ورغم تجاوز طلب السعودية بعض الخطوات البيروقراطية داخل البنتاغون، فإن العقبة الأساسية ما تزال في الكونغرس الذي يربط الصفقة بمسائل سياسية تتضمن الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي وشروطا تتعلق بالتعاون الأمني.
ومع ذلك، تسعى الرياض إلى تثبيت تقدم رسمي في الملف عبر هذه الزيارة، ولو على شكل إعلان سياسي يمهد لمسار أطول دون الارتباط بإطار زمني ضاغط.
هل سيطرح الرئيس الأمريكي ملف التطبيع مع إسرائيل؟ وكيف ستتعامل السعودية معه؟
من المتوقع أن يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ملف التطبيع باعتباره أولوية سياسية له، خصوصا أنه يمثل “إنجازا خارجيا” سريع التوظيف.
إلا أن السعودية لا تزال متمسكة بموقفها الرسمي، لا تطبيع دون خطوات ملموسة تجاه القضية الفلسطينية.
ورغم ذلك، تشير تحليلات دبلوماسية إلى أن الرياض قد تبقي الباب مفتوحا أمام خطوات محدودة ومنسقة لا تصل إلى تطبيع كامل، شرط عدم ربط هذه الخطوات بالملفات الدفاعية أو النووية الأساسية، حفاظا على استقلالية القرار السعودي ومسار التفاوض.