في ظل تزايد الضغوط المعيشية التي تواجه الكثير من الأسر المصرية، تبرز قصص إنسانية تستحق الوقوف أمامها، خاصة تلك التي تتعلق بتجارب استثنائية لأمهات يحملن فوق طاقتهن برعاية عدد كبير من الأطفال في ظروف صعبة.
وشهدت الدراما المصرية تجسيدا مشابها لهذه التجربة في مسلسل "كارثة طبيعية" بطولة الفنان محمد سلام، الذي يجسد شخصية أب يرزق بسبعة توائم، لتبدأ معه ومع زوجته، التي تؤدي دورها الفنانة جهاد حسام الدين، رحلة معاناة يومية في سبيل توفير حياة كريمة لأطفالهم ورعايتهم، ومن بين هذه الحالات، نيرمين سعيد وزوجها مؤمن ناصر، اللذان رزقا بأربع توائم من البنات، لتتحول دهشة الصدمة الأولى إلى فرحة كبيرة غمرت الأسرة.
وتواصل "صدى البلد" مع نيرمين سعيد، والدة الأربعة توائم، حيث أجرت معها حوارا موسعا تناول أبرز التحديات التي تعيشها هي وزوجها بعد أن رزقا بأربعة أطفال دفعة واحدة، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تمر بها الأسرة.
يوميات أم بلا استراتيجية ثابتة
وجاءت الأسئلة كالتالي:
كيف يمكن للأمهات تنظيم يومهن وسط متطلبات متعددة للأطفال، خاصة مع وجود توائم؟
وهنا تقول الأم إنها لم تضع خطة واضحة لتربية أطفالها، رغم أنها شخصية منظمة ومحبة للنظافة، إلا أن واقع تربية أربعة أطفال توائم، جعل يومها يميل إلى العشوائية بسبب كثرة المتطلبات، خاصة حين يمرض أحدهم.
وتشير إلى أن التوائم عادة يمرضون معا، ما يضاعف الجهد والضغط، وتنصح كل أم في وضع مشابه بوضع نظام يناسب ظروفها للحفاظ على صحتها واستقرار بيتها، مؤكدة أن بعض الأمهات قد لا يحتملن هذا العبء، بينما أخريات قد يستعنّ بمربية "ناني" حسب القدرة.
موقف قاس مع المرض
كيف تتعامل الأمهات مع المرض في ظل غياب الدعم المادي أو الأسري؟
أصعب لحظة مرت بها، كما تروي، عندما أصيبت بنزلة برد شديدة في الوقت الذي كانت ترعى فيه أطفالها الأربعة، والمرض عادة يرهقها ويلزمها الفراش، لكنها لم تستطع الاستراحة لأن أطفالها بحاجة إلى رعايتها باستمرار، كما أن إمكانياتهم المادية لم تسمح بشراء طعام جاهز أو زيارة طبيب.
وأهلها وزوجها كانوا في العمل، ولم يكن معهم ما يكفي من المال للعلاج، فاضطرت لعلاج نفسها بالأعشاب، ومنذ تلك اللحظة بدأت تقدر نعمة الصحة وتدعو ألا تمر بتجربة مشابهة حتى يكبر أطفالها.
إنهاك جسدي وضغط نفسي
ما الآليات الصحية التي يمكن أن تتبعها الأمهات لتفريغ الضغط النفسي دون الإضرار بهن أو بأطفالهن؟
تشرح الأم أنها تعيش إرهاقا جسديا شديدا وضغطا نفسيا يفوق احتمال البشر، لكنها تستمد الصبر والطاقة من الله، تشعر أن أطفالها قد يكونون سببا في دخولها الجنة، ورغم أنها تنهار أحيانا فتصرخ وتبكي، فإنها تعتمد على "فصل نفسي" مؤقت، فتترك الأطفال مع زوجها وتعود بعد ساعة أكثر هدوءا لتتابع مسؤولياتها.
التكاليف المعيشية المرهقة
كيف تؤثر التكاليف الأساسية للحفاضات والحليب والعلاج على الأسر ذات الدخل المحدود؟
لا تعرف الأم حساب تكاليفها الشهرية بدقة، لكنها تؤكد أنهم يستهلكون علبة ونصف حليب يوميا، ويطبخون في المنزل، ويحاولون شراء الخضروات الأرخص، وظروفهم المادية لا تسمح بارتداء الأطفال ملابس موحدة مثل كثير من التوائم، كما أن تكلفة الحفاضات والكريمات والعلاجات مرتفعة وتنفد بسرعة بسبب عدد الأطفال، وتتمنى الحصول على دعم من مركز طبي نظيف يتكفل بالرعاية الصحية لأطفالها.
والجدير بالذكر، أن هذه القصة، للأم التي انجب أربع توائم، تعكس معاناة آلاف الأمهات في مصر، وتسلط الضوء على حاجة الأسر لدعم حقيقي ومؤسساتي، ليتمكن الأطفال من الحصول على حياة كريمة، ولتبقى الابتسامة حاضرة رغم كل الصعوبات.



