عقد ندوة توعوية تخصصية بعنوان “الآثار النفسية والاجتماعية وأفضل الممارسات لدعم الأسرة” بمبنى الجمهورية بالمدينة الجامعية طلبة بجامعة عين شمس.
يأتي ذلك في إطار المبادرة الرئاسية “تمكين” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم وتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية، وتحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس.
تأتي الندوة ضمن سلسلة فعاليات الإرشاد الأسري لأولياء أمور طلاب الجامعة من ذوي الإعاقة التي ينظمها قطاع التعليم والطلاب بجامعة عين شمس، ممثلاً في مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة ، تحت إشراف الدكتورة رنا الهلالي مدير المركز، بهدف دعم أولياء أمور الطلاب وتعزيز وعيهم بطرق التعامل المثلى مع الأبناء من ذوي الإعاقة .
أقيمت الفعالية تحت الإشراف الإداري للأستاذ إبراهيم سعيد حمزة، أمين الجامعة المساعد لقطاع التعليم والطلاب.
قطاع التعليم والطلاب بعين شمس يواصل ندواته التوعوية لأسر الطلاب ذوي الإعاقة
وتحدث خلالها د. ميار نوارة المدرس بقسم الطب النفسي، جامعة عين شمس، ود. مروة مندي المدرس بقسم علم النفس بكلية الآداب بالجامعة.
استهدفت الندوة تسليط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية العميقة التي تواجه الأسرة نتيجة وجود فرد من ذوي الإعاقة ، وتقديم استراتيجيات عملية لتعزيز الدعم الأسري والدمج الإيجابي.
وركزت الجلسة على تحليل الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الوالدين والأخوة الأصحاء، حيث تشهد العديد من الأسر تحديات نفسية واجتماعية معقدة عند استقبال طفل من ذوي الإعاقة، تبدأ عادة بصدمة الوالدين وما يعقبها من إنكار وارتباك، ثم شعور متزايد بالذنب قد يصل الى الاكتئاب خاصة لدى الأم، ما يؤدي إلى ضغوط نفسية مستمرة تُضعف قدرتهم على التكيف.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تعاني بعض الأسر من الخجل أو الخوف من الوصم، فتتراجع مشاركتها في المناسبات والأنشطة العامة، بينما تتعرض العلاقات الأسرية لضغوط إضافية بسبب تكريس وقت وجهد كبيرين لرعاية الطفل.
كما يواجه الإخوة الأصحاء مشاعر متضاربة بين الغيرة والشفقة، قد تتطور إلى اضطرابات سلوكية أو نفسية، مثل العدوانية أو انخفاض تقدير الذات أو اضطرابات النوم، نتيجة شعورهم بنقص الاهتمام مقارنة بأخيهم.
وأكدت الندوة أن هذه التحديات تسلط الضوء على الحاجة الملحّة إلى تقديم دعم نفسي ومجتمعي شامل للأسرة لضمان قدرتها على التكيف.
واختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات لتمكين الأسرة كمنظومة متكاملة وتعزيز الروابط الأسرية وتحقيق التوازن ، حيث شددت الجلسة على ضرورة تبني أساليب تربوية متوازنة داخل الأسر التي تضم طفلًا من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن العدالة في المعاملة وتوزيع الاهتمام بين جميع الأبناء حجر أساس للحفاظ على الصحة النفسية للأسرة.
وشملت التوصيات كذلك ضرورة دمج الإخوة الأصحاء في مسؤوليات إيجابية تجاه أخيهم من خلال المشاركة في تعليمه المهارات الحياتية والأنشطة اليومية، إلى جانب تزويدهم بمعلومات مبسطة حول طبيعة الإعاقة لتعزيز الفهم والتقبل وتقليل المشاعر السلبية.
كما دعت الجلسة إلى إشراك كافة
الأبناء في اتخاذ القرارات المنزلية البسيطة، واستخدام أساليب التعزيز والمكافآت لتشجيع السلوكيات المتعاونة، مع التركيز على إبراز الجوانب الإيجابية ونقاط القوة لدى جميع أفراد الأسرة.
كما أكدت التوصيات أهمية الأنشطة المشتركة، سواء داخل المنزل أو خارجه، بما في ذلك دمج الطفل من ذوي الإعاقة في المهام اليومية والأنشطة الحسية بمشاركة الإخوة بما يعزز الترابط الأسري.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن التعامل المتوازن والإيجابي مع التحدي يعزز الحنان ويغرس الإنسانية والمسؤولية في نفوس الإخوة، مما يؤدي إلى زيادة تكاتف الأسرة وتضامن أفرادها، وتحويل مصدر الضغط إلى مصدر قوة ودعم عاطفي ومعنوي.

