قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف تكفّر الذنب؟ .. علي جمعة: اتبع وصية النبي وامحُه بهذه الحسنة

كيف تكفر الذنب
كيف تكفر الذنب

لا شك أن معرفة كيف تكفّر الذنب ؟، من أكثر وأهم الأمور التي لا ينبغي تفويتها أو تجاهلها، خاصة أن الذنب يعد من أكبر 

المنغصات وأسباب المصائب وأشد البلاء في الدنيا والآخرة، لذا ينبغي معرفة كيف تكفر الذنب لتعيش سعيدًا في الدنيا وتفوز بالجنة في الآخرة.

كيف تكفر الذنب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أرشدنا إلى كيف تكفر الذنب باتباعه بحسنة بعده مباشرة .

واستشهد «جمعة» في إجابته عن سؤال: كيف تكفر الذنب ؟، بما أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21392) في صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1987، وحدثه الألباني ، عن أبي ذر الغفاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ( اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).

وأوضح أن تَقوَى اللهِ سبحانَه وتعالى، ودَوامُ المراقبةِ، ومُعامَلةُ النَّاسِ بأخلاقٍ حسَنةٍ مِن عَلاماتِ الصَّلاحِ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها في المسلِمِ حتَّى يُحسِّنَ عمَلَه، ويكونَ أقرَبَ إلى الجنَّةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اتَّقِ اللهَ".

وأضاف أن التَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه وأنْ تَجعَلَ بينَك وبينَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وتَكونُ بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتِناعِ عَن المُحرَّماتِ "حيث ما كُنتَ"، أي: في كلِّ مكانٍ وجِهَةٍ، وفي سِرِّك وعَلانِيَتِك، وفي بَلائِك ورَخائِك، وفي كلِّ أحوالِك.

وتابع: "وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها"، أي: إن وقَعتَ في سيِّئةٍ، فافعَلْ وَراءَها حسَنةً مِن صلاةٍ وصَدقةٍ، وسائرِ ما يُوصَفُ بالحسَنةِ؛ فإنَّ ذلك يَرفَعُ، ويَمْحو تلك السَّيِّئةَ، “وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ”.

وأردف: أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ، ففي الحديثِ: الأمرُ بتَقْوى اللهِ على كلِّ حالٍ، وفيه: أنَّ مُخالطةَ النَّاسِ لا تَعْني فِعْلَ المنهيَّاتِ معَهم.

واستطرد: نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة متواترة على الدعوة إلى اتخاذ المسالك المثلى والمثل العليا، منوهًا بأن المؤمن ما استجلب خيرًا بمثل جميل الخصال ومحاسن الفعال ، ومن الصفات العظيمة والمحاسن الجليلة لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام ما وصفه به ربه جل وعلا بقوله تعالى : «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ، ويقول صلى الله عليه وسلم : «إنما بُعثتُ لأُتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ».

ما هي مكفرات الذنوب

سُمّيت الكفّارات بهذا الاسم كونها تكفّر الذّنوب، وتكفير الذّنوب هو سترها، وتتحقّق الكفّارة بالصّدقة، أو الصّوم، أو غير ذلك، فالكفّارة تقوم بتغطية الذنب وسَتره، وتُعرّف الكفارة بما يقوم به العبد من أجل سَتر الذنب ومحوه.

مكفرات الذنوب في الدنيا

-التوحيد يعدّ توحيد الله -تعالى- أعظم سبب من أسباب مغفرة الذنوب، فلا مغفرة لمن لا يُوحّد الله -تعالى-، ويتطلّب التوحيد إخلاص العبد لله في أقواله وأفعاله وقلبه، حتّى إن قام به عند الموت.

 فيغفر الله له جميع ذنوبه وإن كانت مثل زَبد البحر، وتُحقّق في قلبِ صاحبها التوكّل على الله، والتوجّه إليه، ومحبته، وتعظيمه، وخشيته، ورجائه.

-الحسنات الماحية قد يقوم العبد بالأعمال الصّالحة، والإتيان بالحسنات التي تمحو الذنوب بإذن الله وهي كثيرة، منها:

  • الوضوء ثبت عن عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن تَوَضَّأَ هَكَذا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، وكانَتْ صَلاتُهُ ومَشْيُهُ إلى المَسْجِدِ نافِلَةً).
  • الصلاة ثبت عن عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).
  • صلاة الجمعة ثبت عن سلمان الفارسي -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ، وتَطَهَّرَ بما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أوْ مَسَّ مِن طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى ما كُتِبَ له، ثُمَّ إذَا خَرَجَ الإمَامُ أنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى).
  • دعاء ختم الصلاة ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).
  • الحج والعمرة ثبت عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ)، وقال أيضاً: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).
  • الجهاد في سبيل الله قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مقامَ أحدِكُم في سبيلِ اللَّهِ أفضَلُ من صلاتِهِ في بيتِهِ سَبعينَ عامًا، ألا تُحبُّونَ أن يَغفرَ اللَّهُ لَكُم ويُدْخِلَكمُ الجنَّةَ، اغزوا في سَبيلِ اللَّهِ، مَن قاتلَ في سَبيلِ اللَّهِ فواقَ ناقةٍ وجبَتْ لَهُ الجنَّةُ).
  • التوبة والاستغفار يحمي الاستغفار صاحبه من العذاب، ويقيه من ارتكاب الذنوب، ويمحوها إن وقعت، ويُبارك في الأولاد والأرزاق، وكذلك التوبة تُبدّل السيّئات إلى حسنات، قال -تعالى-: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
  • المصائب والابتلاءات يبتلي الله -عزّ وجل- عباده؛ وذلك من فضله عليهم ورحمته بهم، فيظنّون أنّ الأمر شرّاً لهم في ظاهره، وإنّما باطنه رحمةً لهم، فمن ابتلاه الله بمرضٍ أو ابتلاه في أمواله أو أولاده، أو ما يُصيبه من الهموم والأحزان ممّا لا يُحبّ العبد وقوعه به، ثمّ صبر واحستبه لله كان له كفارة لسيئاته. وكان ذلك ورِفعةً لدرجاته عند خالقه أيضاً، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).

مكفرات الذنوب في الآخرة

ورد أنها ما يُهدى للميت بعد موته يقوم أهل الميت وأحبابه ومعارفه بالأعمال التي توصِل الحسنات والأجر للميت، وتَبتدئ هذه الأعمال بالصّلاة عليه قبل دفنه، والصّدقات، والدعاء له بالرحمة، والاستغفار له، ووقف ما ينتفع به النّاس عنه؛ فيكون الأجر والثواب له حتى بعد مماته.

  • عذاب القبر جعل الله ما يتعرّض له العبد من فتنة القبر، وأهوال عذابه، سبباً لمغفرة الذنوب ومحوها، ومن ذلك: سؤال منكر ونكير، فهذا اختبار يحصل للعبد منه تعب وهَزل، فيُكفّر الله به خطايا عبده.
  • أهوال يوم القيامة يتعرّض العباد يوم القيامة إلى مواقف وشدائد وأهوال تكون سبباً لمغفرة ذنوبهم، وذلك مثل اقتراب الشمس من رؤوس الخلائق، والعرق الذي يتحصّل لهم من ذلك، وغيرها من الأهوال، وتجدر الإشارة إلى أنها لا تحصل لجميع الناس، ومن تصيبه تكون له كفارة.
  • شفاعة النبي يشفع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأهلِ الكبائر والذنوب من أمّته يوم القيامة، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُيِّرتُ بينَ الشَّفاعةِ، وبينَ أن يدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ، فاختَرتُ الشَّفاعةَ، لأنَّها أعمُّ وأَكْفى، أتُرَوْنَها للمتَّقينَ؟ لا، ولَكِنَّها للمُذنِبينَ، الخطَّائينَ المتلَوِّثينَ).
  • رحمة الله وعفوه يلقى المؤمنون ربّهم يوم القيامة، فيدخلون تحت عفوه وكرمه ومغفرته؛ فيعفو عنهم ولا يجازيهم على ذنوبهم، ويتجاوز عن سيئاتهم كبيرها وصغيرها، فلا يعاقبهم عليها، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، وهذا العفو لا يشمل من لقي ربّه كافراً به، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا).