في إحدى قاعات محكمة الأسرة بسوهاج، جلست سناء م.ح، معلمة في الثانية والثلاثين من عمرها، بعينين تملؤهما الحزن، قلبها مثقل بالانتظار والألم، تنتظر أن يسمع القاضي صوتها وهي تطلب حقها الذي طالما حلمت به أن تصبح أمًا.
ثماني سنوات مرت على زواجها من زوجها، وعمرها يزداد عامًا بعد عام، لكنها لم تنجب، ولم تتلقَ أي تفسير منطقي من زوجها لرفضه الانجاب، كل محاولة للنقاش كانت تصطدم بصمت أو رفض قاطع، دون سبب يبرر حرمانها من الأمومة.
بين الألم والأمل
سنوات من الأمل تحولت إلى خيبة، وأحلام صغيرة كانت تتخيلها في منزلها مع طفل، ذهبت أدراج الرياح، تحدثت سناء أمام المحكمة بصوت مرتجف: "كنت أحلم بأن أسمع بكاء طفلي في المنزل، أن أحتضن طفلًا أربيه وأعلمه.... لم أطلب المال أو مكانة، فقط حلم بسيط بأن أكون أماً لكن كل مرة كنت أفتح فيها هذا الموضوع، كنت أقف أمام جدار من الرفض والصمت".
الزوج، الذي جلس على الطرف الآخر من القاعة، لم يوضح سببًا واحدًا لرفضه، وظل الصمت بينهما يزداد ثقلًا، القاضي استمع لشهادة سناء، بينما قلبها كان يغلي بالدموع التي حاولت كبتها.
وعندما خرجت من المحكمة، كانت الدموع تملأ عينيها، ليس من الخجل أو الندم، بل من حزن الفقد حزن الحياة التي لم تعشها، وحزن الحلم الذي طالما كان جزءًا من روحها، وحزن السنوات التي مرت دون أن يُسمح لها بأن تعيش أمومتها.
تقف سناء اليوم بين الألم والأمل، تتطلع إلى غدٍ قد يكون فيه حقها في الأمومة حقيقة، أو على الأقل فرصة لاستعادة حياتها وكرامتها، بعد سنوات من الانتظار والحرمان.



