في خطوة مفصلية ضمن جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد جيه ترامب بدأ عملية تصنيف فروع محددة من جماعة الإخوان كـ "منظمات إرهابية أجنبية" و"إرهابيين عالميين محددين بشكل خاص".
ووفق بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، يشمل هذا الإجراء خصوصًا فروع الجماعة في لبنان ومصر والأردن، في خطوة تهدف إلى مواجهة ما وصفته الإدارة الأمريكية بالشبكة العابرة للحدود للجماعة التي تغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط.
مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن
وبحسب الموقع الرسمي للبيت الأبيض، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجّه بموجبه وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت للبدء في عملية التصنيف، بالتشاور مع النائب العام ومدير الاستخبارات الوطنية لتقديم تقرير حول إمكانية تصنيف فروع الجماعة في البلدان الثلاثة المذكورة.
وأكد البيان أن الهدف من هذا الإجراء هو حماية الأمن الأمريكي والدفاع عن مصالح الولايات المتحدة في الخارج، مع تعزيز السلام والاستقرار على الصعيد الدولي.
وأوضح البيت الأبيض أن القرار يأتي على خلفية أحداث محددة، منها هجوم 7 أكتوبر 2023 في إسرائيل، حين انضم الجناح العسكري للفرع اللبناني من الإخوان المسلمين إلى حماس وحزب الله والفصائل الفلسطينية لإطلاق هجمات صاروخية متعددة على أهداف مدنية وعسكرية داخل إسرائيل.
كما دعا قيادي بارز في الفرع المصري للجماعة في اليوم نفسه إلى شن هجمات عنيفة ضد الشركاء والمصالح الأمريكية، بينما قدم قادة الإخوان في الأردن دعمًا ماديًا طويل الأمد للجناح المسلح لحماس. واعتبر البيان أن هذه التحركات تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي وتستدعي اتخاذ تدابير صارمة لمعالجة المخاطر.
وأكد الأمر التنفيذي أن الهدف النهائي من هذه الخطوة هو القضاء على قدرات وعمليات الفروع المحددة، وحرمانها من الموارد، ومنع أي تهديد محتمل على المواطنين الأمريكيين والأمن القومي، بما يشمل تجميد الأصول، وتقييد السفر، وتجريم الدعم المادي للكيانات التابعة.
ويستند الأمر إلى قانون الهجرة والجنسية وقانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، بما يمنح الرئيس القدرة على استخدام صلاحياته التنفيذية دون الرجوع إلى الكونغرس، وذلك وفق المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وجاءت تصريحات الرئيس ترامب بعد تكثيف التحذيرات المحلية والدولية من توسع نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة.
فقد أعلنت ولاية تكساس مؤخرًا الجماعة "منظمة إرهابية"، كما أصدر معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية المعروف اختصارًا بـ «ISGAP» دراسة موسعة من 200 صفحة تحذر من قدرة الجماعة على التأثير داخل المؤسسات الأمريكية، بما في ذلك وكالات حكومية، وتقديم المشورة في السياسات المتعلقة بالحقوق المدنية، والتسلل إلى المؤسسات التعليمية، وامتلاك حضور واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح المعهد أن الجماعة سعت لاستهداف وكالات حكومية أمريكية من بينها وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل، من خلال التعيينات المهنية والأدوار الاستشارية، بهدف زيادة نفوذها في السياسات الأمريكية.
وفي مقابلة مع صحيفة «Just the News»، أكد ترامب أن تصنيف الجماعة سيتم بأقوى العبارات وأن الوثائق النهائية لإتمام القرار جاهزة، مشددًا على أن الهدف حماية المواطنين الأمريكيين والحفاظ على الأمن القومي ومنع الجماعة من التوسع داخل الولايات المتحدة.
وأصدر البيت الأبيض بيانًا ختاميًا قال فيه: "من خلال إصدار هذا الأمر اليوم، يتخذ الرئيس ترامب خطوات للحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين وحماية أمن أمريكا"، مؤكدًا أن روبيو وبيسنت ملزمان باتخاذ الإجراءات اللازمة خلال 45 يومًا من تقديم التقرير للمضي قدمًا في تصنيف الفروع المستهدفة.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تمثل أولوية ضمن جهود إدارة ترامب لتعزيز السلام والاستقرار العالمي، وضمان عدم استفادة الجماعة من أي موارد قد تمكّنها من تهديد الأمن القومي الأمريكي أو مصالح الولايات المتحدة في الخارج.