أكدت شيماء سيد، الباحثة بـ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أننا ما زلنا في حاجة إلى فهم أن العنف ضد المرأة له أشكال عديدة، ولا يقتصر على الاعتداء الجسدي فقط، فهناك أنواع أخطر وأكثر تأثيرًا، يجب الوعي بها لحماية النساء والفتيات داخل الأسرة والمجتمع.
وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن العنف اللفظي من تنمر واستهزاء وسبّ، قد يترك أثرًا نفسيًا أقسى من الضرب نفسه.
وأشارت الباحثة بمرصد الأزهر إلى العنف الاقتصادي مثل الاستيلاء على مرتب المرأة أو ميراثها، وهي مشكلة لا تزال موجودة في بعض المناطق، وتحرم المرأة من حقوقها المشروعة.
ونوهت الباحثة بمرصد الأزهر بأن منع المرأة من التعليم أو حرمانها من العمل أو إجبارها عليه يمثل هو الآخر شكلًا قاسيًا من أشكال العنف، مؤكدة أن هذه الممارسات تخلق أزمات مستقبلية كبيرة. وأشارت كذلك إلى خطورة الزواج الإجباري الذي يهدم أسرة قبل أن تبدأ، موضحة أن وحدات الرصد كشفت عن حالات انتحار وهروب نتيجة لهذا النوع من الإكراه.
وأكدت الباحثة بمرصد الأزهر أن الإسلام نهى عن إجبار المرأة على الزواج، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تُنكح الأيّم حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن»، بما يوضح أن أخذ رأي المرأة شرط أصيل لا يجوز تجاوزه.
وأضافت الباحثة بمرصد الأزهر أن السنوات الأخيرة شهدت انتشارًا واسعًا لشكل جديد من العنف، وهو العنف الإلكتروني، الذي تفاقم مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وقالت الباحثة بمرصد الأزهر إن كثيرًا من النساء يتعرضن لعمليات ابتزاز عبر الصور أو الفيديوهات، وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى لجوء الفتيات للانتحار بسبب عدم وجود مخرج.
وأشارت الباحثة بمرصد الأزهر إلى إحصائية حديثة تفيد بأن 38% من النساء يتعرضن للعنف الرقمي، وهو رقم كبير يستوجب القلق والتحرك، مؤكدة أن السبب الأول هو ضعف التوعية بالأمان الإلكتروني. وذكرت أنها التقت فتيات يستخدمن مواقع التواصل لأكثر من ثماني ساعات يوميًا، وهو ما يعرضهن لخطر قبول صداقات مجهولة أو الضغط على روابط خبيثة وسرقة البيانات.
وشددت الباحثة بمرصد الأزهر على أن الفتاة التي تتعرض لابتزاز عليها أن تتحلى بالهدوء وألا تستجيب لأي تهديد، وأن تبحث فورًا عن شخص وسيط في الأسرة إذا كانت تخشى رد الفعل المباشر من الوالدين، مؤكدة ضرورة الامتناع عن التواصل مع المبتز نهائيًا.
ووجهت رسالة مباشرة للأسر قائلة: “لو بنتك جت لك في موقف زي ده — سواء كانت الصور حقيقية أو مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي — لازم تكون أكثر هدوءًا. تجنب اللوم والعنف، واتصرف قانونيًا، وافتح قنوات حوار علشان تعرف المشكلة بدأت منين”.
وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر أن مواجهة العنف الرقمي تحتاج إلى وعي يبدأ من البيت، ثم المدرسة، ثم الإعلام، مع التأكيد للفتاة على مسؤوليتها في الاستخدام الآمن للسوشيال ميديا، قائلة: “مش كل المسؤولية على اللي بيبتز، أنتِ كمان عليكِ مسؤولية إنك تحمي نفسك وما تكثريش من ساعات الاستخدام بدون معنى”.



