رغم الأجواء الإيجابية التي تُشيعها الإدارة الأمريكية حول جهودها المتجددة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بدا واضحًا من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس أنه لا يرى أي ضرورة للتعجيل بالتوصل إلى اتفاق.
ففي مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى قيرغيزستان، أعلن بوتين أنه لن يقبل وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق القتال الرئيسة في دونباس، مؤكدًا أنه لا جدوى من وجهة نظره من توقيع أي اتفاق مع القيادة الأوكرانية التي يعتبرها “غير شرعية”.
وقال بوتين: "على القوات الأوكرانية أن تنسحب من الأراضي التي تسيطر عليها. إن لم تفعل، فسنحقق ذلك بالطرق العسكرية".
وتأتي تصريحاته في وقت تحاول فيه قواته التقدم نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، وسط معارك شرسة وخسائر بشرية كبيرة.
وفي ما يتعلق بخطة السلام التي تعمل عليها إدارة ترامب، والتي وضع مسودتها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في مشاورات مع مسؤولين روس، قال بوتين إن الخطة قد تشكّل “أساسًا محتملًا لاتفاق مستقبلي”، مشيرًا إلى أن واشنطن أخذت الموقف الروسي في الاعتبار، لكنه شدد على الحاجة إلى مزيد من المحادثات، خصوصًا بعد حذف البنود الأكثر إثارة للجدل من مسودتها الأصلية خلال مفاوضات جنيف مع كييف.
وتزامن ذلك مع تقرير أمريكي أثار قلقًا في العواصم الأوروبية، يفيد بأن موسكو تعمل على تكديس صواريخ بعيدة المدى دون استخدامها، ما اعتُبر إشارة إلى استعدادات عملياتية مستقبلية.
هذا التوتر دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن خطة جديدة لإحياء التجنيد الوطني، بعد نحو ربع قرن من إلغائه. وتهدف الخطة إلى استقطاب عشرات الآلاف من الشباب الفرنسي لمدة عشرة أشهر فقط مقابل راتب شهري، لرفع جاهزية الجيش وتعزيز قوات الاحتياط، في ظل تحذيرات رئيس الأركان الفرنسي من “نقص الروح القتالية” والاستعداد للتضحية.
وقال ماكرون مخاطبا جنودًا فرنسيين: “الطريقة الوحيدة لتفادي الخطر هي الاستعداد له. يجب أن نُعيد تعبئة الدولة للدفاع عن نفسها حتى تبقى محترَمة وقادرة على المواجهة”.
وتعكس هذه التطورات حالة القلق الأوروبي من احتمال توسّع الطموحات الروسية شرق القارة، في وقت لا يزال الاتفاق السياسي بين موسكو وكييف ومعه الولايات المتحدة بعيدًا عن التحقق.