تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة شادية، إحدى أهم نجمات السينما والغناء في تاريخ الفن المصري والعربي، والتي رحلت عن عالمنا في 28 نوفمبر 2017 بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من أربعة عقود قدمت خلالها عشرات الأعمال الخالدة التي ما زالت حاضرة في الوجدان.
ولدت شادية باسم فاطمة أحمد كامل شاكر، ودخلت عالم الفن في سن مبكرة خلال أربعينيات القرن الماضي. سرعان ما لفتت الأنظار بخفتها وبصوتها العذب، فبدأت من أدوار البنت الدلوعة خفيفة الظل قبل أن تفرض حضورها بقوة كممثلة قادرة على أداء الأدوار المركبة، وهو ما أهلها لتكون من أبرز نجمات جيلها.
قدمت شادية خلال مسيرتها أكثر من 110 أفلام شكلت جزءا مهما من تاريخ السينما المصرية، من بينها شيء من الخوف، المرأة المجهولة، ارحم حبي، زقاق المدق، الزوجة رقم 13، لا تسألني من أنا، معبودة الجماهير. تنوعت أدوارها بين الكوميديا والدراما والرومانسية، وأثبتت قدرة استثنائية على تقديم شخصيات مختلفة تركت أثرا لا يمحى لدى الجمهور.
وفي الغناء فقد كانت شادية صوتا للعاطفة والحنين، وقدمت مجموعة من أشهر الأغاني مثل ليل يا ليل، قولوا لعين الشمس، إن راح منك يا عين، وحياة عينيك. كما باتت أغنيتها الوطنية يا حبيبتي يا مصر إحدى أيقونات الغناء الوطني التي تتردد في المناسبات حتى اليوم.
بعد مشوار حافل من الأدوار الخالدة، أعلنت شادية اعتزالها العمل الفني في منتصف الثمانينيات، مفضلة الابتعاد عن الأضواء والعيش في هدوء تام. وقد أثار قرارها حينها جدلا واسعا، لكنه زاد من احترام الجمهور لها بعدما اختارت أن تغادر القمة بإرادتها.