خيّم الحزن على الوسط الرياضي في مصر عقب الإعلان عن وفاة السباح الناشئ يوسف محمد، لاعب نادي الزهور، خلال مشاركته في منافسات بطولة الجمهورية تحت 12 عامًا. وفي ظل الصدمة التي أصابت أسرته ومحبيه، تكشف التفاصيل الأولى حجم المأساة وغياب الإجابات الحاسمة حول ما حدث داخل حمام السباحة في اللحظات الأخيرة من حياة الطفل. وفي حديث خاص، كشف عم اللاعب، أبو كريم، كواليس اللحظات التي تلت الحادث، والإجراءات التي اتخذتها الأسرة، ورؤيتهم لمسؤولية الجهات المنظمة.
أسرة من بورسعيد تنتظر إنهاء الإجراءات
عند سؤاله عمّا إذا كانت الأسرة قد بدأت مراسم العزاء، قال أبو كريم إنهم لم يتمكنوا بعد من إقامته لأنهم لا يزالون في القاهرة، موضحًا أنهم قدموا من بورسعيد وأنهم بانتظار الانتهاء من الإجراءات داخل مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر، والتي توقع أن تنتهي خلال نصف ساعة. وأكد أن الدفنة ستتم في نفس اليوم دون تأجيل، بينما سيُقام العزاء في اليوم التالي لمدة ثلاثة أيام كاملة.
غياب المسؤوليات الواضحة والتحقيقات مستمرة
عند سؤاله عمّا إذا كان قد تم القبض على أي مسؤول عن الواقعة، نفى أبو كريم تمامًا ذلك مؤكدًا أن ما حدث أشبه بوفاة غريق خلال مسابقة سباحة كان يفترض أن تكون آمنة بالكامل. وأضاف أن الجهات المختصة هي التي تتولى التحقيقات لتحديد حقيقة المسؤولية، مشيرًا إلى أن الأسرة تنتظر ما ستسفر عنه التقارير الرسمية.
لحظات مأساوية في حمام السباحة
روى عم السباح أن يوسف ظل داخل المياه قرابة عشر دقائق وفق ما سمعه من شهود، مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم والمنقذين وكل المسؤولين المتواجدين بجوار المسبح سيكون عليهم الإجابة عن الكثير من الأسئلة حول سبب تأخر التدخل. وأوضح أن الأسرة بأكملها جاءت من بورسعيد لحضور الدورة، وأن والدي يوسف كانا متواجدين لحظة الواقعة إلى جانب شقيقته التوءم التي لم يتبقَّ لوالديهما سواها بعد رحيله.
تفاصيل الحادث كما أعلنتها الاتحادات الرسمية
شارك يوسف محمد في سباق 50 متر ظهر ببطولة الجمهورية، وبمجرد القفز إلى المياه تعرض لإغماءة مفاجئة أدت إلى سقوطه إلى قاع الحوض. تدخل المنقذون سريعًا لإخراجه، وتم نقله مباشرة إلى الطاقم الطبي داخل مجمع حمامات السباحة قبل تحويله إلى مستشفى دار الفؤاد القريبة.
وأعلن الاتحاد المصري للسباحة في بيان رسمي أن اللاعب تعرض لإغماء خلال السباق، وتم نقله لتلقي العلاج قبل أن يفارق الحياة بقليل. وأعرب الاتحاد عن حزنه العميق وتقدم بخالص التعازي لأسرة اللاعب، معلنًا حالة حداد لمدة ثلاثة أيام.
وأشارت مصادر طبية إلى أن اللاعب يبدو أنه اصطدم بقاع الحوض بشكل قوي، ما تسبب في فقدانه للوعي وبقائه تحت المياه من ثلاث إلى خمس دقائق قبل إنقاذه، وهو ما أدى إلى وفاته رغم المحاولات المستمرة لإنعاشه داخل المستشفى.
رحل يوسف محمد قبل أن يكمل مسيرته الرياضية التي كان يحلم بها، تاركًا وراءه سؤالًا مؤلمًا حول إجراءات السلامة داخل البطولات الرياضية المخصصة للأطفال. ورغم بدء التحقيقات، لا تزال الأسرة في انتظار كشف الحقيقة الكاملة، بينما يستمر الشارع الرياضي في التعبير عن حزنه وصدمته لوفاة موهبة صغيرة كان مستقبلها يبشر بالكثير.