تحت رعاية غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، التقى اليوم، نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشيّة البطريركية، شباب الإيبارشيّة في اللقاء الثاني من السلسلة الخامسة لاجتماعات الشباب وأبونا المطران "مش بس معجزة"، وذلك بكنيسة السيدة العذراء، بغيط العنب، بالإسكندرية.
شارك في اللقاء الأب ميشيل شفيق، راعي الكنيسة، والأب فرنسيس وحيد، مسؤول خدمة الشباب بالإيبارشية البطريركية، والأب مينا زكي، نائب راعي كنيسة القديسة تريزا الطفل يسوع، بسيدي بشر.
الكنيسة والخدمة
وفي مستهل اللقاء، ألقى الأب مينا زكي كلمة افتتاحية، تناول خلالها واقع التربية المسيحية بالإسكندرية، وأهميتها في تنشئة الأجيال على القيم الإيمانية، والإنسانية، كما أعلن خلال كلمته عن موعد انعقاد مهرجان التربية المسيحية، والمقرر تنظيمه يوم 31 يناير 2026، مؤكدًا أنه يمثل محطة مهمة، لتعزيز دور الكنيسة في خدمة التربية، وبناء الإنسان.
كما ألقى الأب فرنسيس كلمة للشباب حول أنشطة خدمة الشباب بالإيبارشية، موصيًا إياهم بأن يكونوا علامة مميزة وسط العالم.
وخلال اللقاء، قدّم نيافة الأنبا باخوم تأمّلًا روحيًا ضمن السلسلة الجديدة التي تحمل عنوان "مش بس معجزة"، موضحًا أن إنجيل القديس يوحنا يذكر سبع معجزات لا بوصفها أحداثًا خارقة فقط، بل كأبواب تقود الإنسان إلى حياة جديدة، وملء الفرح، بحسب قول الإنجيل: كتبتُ هذا لتكون لكم حياة، ويكون لكم فرح كامل".
وأشار الأب المطران إلى أن المعجزة الأولى، عُرس قانا الجليل، لا تقتصر على تحويل الماء إلى خمر، بل تكشف عن معجزة أعمق، وهي خلق إنسان يطيع كلمة الله. فالطاعة، كما أوضح، هي الباب الأول للحياة الجديدة، وهي لا تُكتسب بسهولة، بل تُصاغ وسط اختبارات الحياة، من ألم، وفشل، ومرض، وصعوبات، حيث تتعلّم الطاعة في الأشياء التي نختبرها.
وتوقف صاحب النيافة عند واقع العالم المعاصر الذي يفتقر إلى "الفرح الحقيقي"، رغم كثرة البدائل الزائفة، مؤكدًا أن الله قادر أن يجعل من الإنسان نفسه علامة فرح ونبع رجاء داخل أسرته، ومجتمعه، حين يعيش الطاعة، ويصير أداة محبة في يد الله.
وفي الجزء الثاني من اللقاء، انتقل الأنبا باخوم إلى شرح المعجزة الثانية في إنجيل القديس يوحنا "شفاء ابن خادم الملك" موضحًا أنها تكشف بابًا ثانيًا للحياة الجديدة، هو الإيمان بالكلمة. فالمسيح، بحسب تأمّله، لا يكتفي بصنع الشفاء، بل يدعو الإنسان إلى الثقة بكلمته، والعودة إلى واقعه وهو حامل رجاء جديد، حتى قبل أن يرى النتيجة.
وأوضح النائب البطريركي أن الابن المريض في القصة يرمز إلى النفس البشرية المثقلة بالخوف، والقلق، وعدم الأمان، وأن السلطة، أو المال، أو المكانة الاجتماعية لا تملك شفاء هذا العمق الداخلي، بل كلمة المسيح وحدها القادرة أن تُحيي النفس، وتخلق إنسانًا جديدًا.
وأكد نيافة الأنبا باخوم أن الحياة الجديدة لا تُبنى على الطاعة وحدها، بل تحتاج أيضًا إلى الإيمان الحي بكلمة الله، لأن الإيمان يأتي من السماع، داعيًا الشباب إلى استقبال ميلاد المسيح هذا العام كفرصة لتجديد الإيمان، وفتح القلوب لكلمة الله التي قيلت على حياة كل إنسان.
واختُتم اللقاء بدعوة إلى الصلاة في صمت، ورفع القلوب بطلب واحد: "يا رب، اشفِ ابني"، في إشارة رمزية إلى احتياجات كل شخص، وجراحه الداخلية، مع التأكيد أن المسيح لا يشفي فقط، بل يخلق في الإنسان قلبًا جديدًا قادرًا على الإيمان والرجاء، ثم ترأس الأنبا باخوم زياح القربان الأقدس.
تضمن اليوم أيضًا عددًا من الترانيم الروحية التي قدمها باند "ضي"، التابع لكاتدرائية القيامة، بمحطة الرمل، بالإسكندرية، وبعض الفقرات التنشيطية، لخدمة هدف اللقاء.



