كشفت صور أقمار صناعية حديثة، عن نشاط لافت داخل منشأة نطنز النووية الإيرانية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت طهران تعمل على احتواء الأضرار الناتجة عن الهجمات الأخيرة، أم تمهد فعليا لإعادة تأهيل المنشأة واستئناف أنشطتها الحساسة.
وبحسب معهد العلوم والأمن الدولي، أظهرت الصور الملتقطة في 13 ديسمبر تركيب ألواح تغطية فوق الهيكل المتبقي لمحطة تخصيب الوقود التجريبية في نطنز، التي تضررت خلال حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل في يونيو الماضي.
ويرجح خبراء، أن الهدف من هذه الخطوة هو تمكين إيران من فحص الأنقاض أو استخراج مواد منها، مع تقليص مستوى الرقابة الخارجية.
ويقدر المعهد أن المنشأة، الواقعة على بعد نحو 250 كيلومترا جنوب طهران، كانت تحتوي قبل الهجوم على عدة كيلوجرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، ما يضفي حساسية إضافية على أي نشاط يجري في الموقع.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير لصحيفة واشنطن بوست بأن إيران كثفت أعمال بناء في موقع تحت الأرض لم يكشف عنه سابقا، مشيرة إلى أن علماء إيرانيين كانوا يدرسون، حتى قبل اندلاع الحرب، مفاهيم متقدمة تتعلق بأسلحة نووية قائمة على الاندماج النووي، ما يعزز المخاوف من قدرة طهران على إعادة بناء برنامجها النووي.
في المقابل، صعدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مطالبها بالسماح لمفتشيها بالوصول إلى المواقع النووية المتضررة في نطنز وفوردو وأصفهان.
وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، أن إيران لا يمكنها منع التفتيش من جانب واحد، مشددا على ضرورة أن يتحقق المفتشون بأنفسهم من سلامة المواقع، حتى في حال ادعاء طهران أنها غير آمنة.
لكن طهران رفضت هذه المطالب، إذ وصف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، طلب الوكالة بأنه «غير معقول»، معتبرا أن آليات التفتيش الحالية لا تصلح لظروف ما بعد الحرب، وأن السماح بالدخول إلى مواقع تعرضت لهجمات قد يشكل خطرًا أمنيًا.
ويأتي هذا التوتر في ظل استمرار تداعيات الحرب التي شهدت ضربات إسرائيلية في يونيو، تلتها هجمات أمريكية، فيما جد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده أن البرنامج النووي الإيراني دمر فعليا، محذرا طهران من أي محاولة لإعادة تشغيله دون التوصل إلى اتفاق جديد، ومتوعدا بمزيد من الإجراءات في حال تجاهل التحذيرات.



