شهدت مدينة سيدني الأسترالية فعالية رمزية لافتة، حيث كلفت الجالية اليهودية والد الشاب السوري أحمد الأحمد بإضاءة شمعة عيد الأنوار (حانوكا)، تقديرا لشجاعة نجله الذي أنقذ حياة اليهود خلال الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالا للجالية اليهودية مؤخرا، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وبهذه الخطوة، أصبح والد أحمد الأحمد أول سوري مسلم يشارك في هذا الطقس الديني في أستراليا، في مبادرة عكست مشاعر الامتنان والتقدير لما أبداه نجله من شجاعة وتضحية، ورسخت رسالة إنسانية تتجاوز الانتماءات الدينية والعرقية.
وأوضح منظمو الفعالية أن التقاليد اليهودية تتيح مشاركة غير اليهود في بعض الطقوس الدينية، خاصة تكريما لمن قدموا خدمات جليلة أو مواقف إنسانية لصالح أفراد من الشعب اليهودي، وهو ما جسّدته الجالية اليهودية في أستراليا خلال هذه المناسبة.
وخلال الأيام الماضية، زار عدد من الحاخامات ورجال الدين اليهودي أحمد الأحمد في المستشفى، للتعبير عن شكرهم وامتنانهم له، مؤكدين أن ما قام به يعد نموذجا للشجاعة الإنسانية ونبذ العنف.
كان والد أحمد الأحمد قد صرح في وقت سابق بأن نجله، الذي تدخل لوقف الهجوم بعد تصديه للمسلح ونزع سلاحه قبل وصول الشرطة، أصيب بعدة طلقات نارية، إلا أن حالته الصحية مستقرة.
وأوضح أن أحمد يعيش في أستراليا منذ عام 2006 ويحمل جنسيتها، وكان متوجها مع أحد أصدقائه إلى مقهى قريب من الشاطئ عندما سمع إطلاق النار، فبادر بالتدخل لمنع تفاقم الكارثة.
وأشارت السلطات الأسترالية إلى أن حصيلة الضحايا كانت مرشحة للارتفاع بشكل كبير لولا تدخل أحمد الأحمد، معتبرة ما قام به عاملا حاسما في تقليص عدد القتلى والمصابين في أحد أسوأ الهجمات التي شهدتها البلاد منذ عقود.


