قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكريات مؤلمة| كيف بدأت مأساة الطفل مالك "ضحية الألعاب النارية".. والدته تروي التفاصيل

 الطفل محمد مالك سيد عبد الرحمن ضحيةالألعاب النارية
الطفل محمد مالك سيد عبد الرحمن ضحيةالألعاب النارية

تمر الذكرى الثالثة لرحيل الطفل محمد مالك سيد عبد الرحمن، بسبب رصاصة طائشة فارق مالك الحياة وهو لم يتجاوز 10 سنوات ونصف، بعد أن قضت أمه 69 يوما في المستشفى بجانبه، أملا في أن يمده الله بالشفاء ويأخذه بيده، لكن في النهاية كانت إرادة الله هي الفصل. 

عن بداية إصابة ابنها، قالت الكاتبة إيمان سعيد، والدة الطفل محمد مالك "ضحية الألعاب النارية": الجمعة 21 أكتوبر 2022 ، صحينا الصبح فى مواعيد المدارس زي ماأتعودنا ، شغلت سورة البقرة كالعادة وبعدها شغلت سورة الكهف، فطرنا وقاعدين نهزر ونضحك والساعة 10 بدء صوت أغاني ودوشة وعرفت إن في فرح فى الشارع تحت البيت،  جريت قفلت كل الشبابيك أصلي بخاف من الصواريخ اللي بيفرقعوها، جه معاد صلاة الجمعة ومالك قاللي هنزل الصلاة يامامي، قولتله لأ ياحبيبي أنا خايفة أوي صلي فى البيت، قاللي لأ يامامي حرام هتخافي عليا وأنا رايح أصلي إزاي بس، حضنته وقولتله لأ أرجوك أنا خايفة خالص مفيش نزول.. لقيت عمو رضا جارنا وباباه التاني اللي رباه معايا واللي دايما بينزل يصلي معاه، قاللي فين مالك علشان ننزل الصلاة قولتله لأ ياعمو أنا خايفة من الصواريخ اللي تحت دي بلاش ينزل، قاللي لأ ياأم مالك ماينفعش دي صلاة، وبعدين ماتخافيش هخليه ينزل يصلي بس ومش هيفرش السجاد، أصل مالك كان متعود ينزل يجهز سجاد المسجد قبل وبعد الصلاة، وافقت بالعافية ونزل ولما رجع من الصلاة قاللي هروح أشرب الشاي بلبن مع عمو رضا زي مامتعود بردو، قولتله لأ تعالى وقولت لعمو رضا معلش ياعمو بلاش أنا خايفة يدخل يبص عندكم من البلكونة على الفرح ويتعور من الصواريخ".

واستكملت: "دخلته الشقة وقفلت وطول اليوم كل شوية حد من صحابه ولاد الجيران يخبط عليا ويقولي ياطنط خلي مالك يقف يبص معانا على الفرح فى البلكونة وأقولهم لأ ياحبيبي معلش خايفة من الصواريخ والضرب ده، وكل شوية يتحايل عليا يدخل البلكونة يتفرج هو وملك وأقوله لأ أنا خايفة ياحبيبي لأحسن بعد الشر حد فيكم يتعور من الصواريخ اللي بيضربوها، طول اليوم وأنا خايفة ومقبوضة، والساعة ٤ كان عنده درس فرنش وكلمني مسيو مايكل وقولتله مش هينفع حضرتك تيجي فى فرح ودوشة ومش هتعرف تشرح ، قاللي طيب هاتيه برة علشان فى أمتحان يوم الحد ، قولتله لأ خايفة أنزل بيهم معلش مش هنزل غير لما الفرح يخلص ، قاللي طيب ده كتب كتاب وهيخلص أكيد بعد العصر هاتيه مجموعة الساعة ٦ وبعدها اطلعوا على التمرين، وفعلا الساعة ٤ ونص كدا الفرح خلص وبدؤا يشيلوا كل حاجة من الشارع والناس والعربيات والحاجات كلها وال dj مشي وكل حاجة خلاص !!! قولت للولاد إلبسوا يالا هننزل بقى نروح الدرس وبعدين نطلع على التمرين، لبسوا وجينا نازلين قولت لمالك التيشرت ده خفيف إلبس تيشرت تاني علشان النادي على النيل والجو هيبقى ساقعة ياحبيبي، قاللي لأ يامامي أنا مش سقعان .. قولتله معلش ياحبيبي لأحسن تبرد ، قاللي لأ خلاص هلبس تيشرت كمان لأحسن أتعب وأغيب من المدرسة وأنا خلاص مبقاش ينفع أغيب خالص أنا بقيت رئيس الفصل، جري على البلكونة يجيب تيشرت وجريت وراه قولتله لأ يامالك البلكونة لأ ، استنى أنا هجيبه، ضحك جامد وقاللي يامامي وربنا الفرح خلص خلص خلاص هتفضلي خايفة لحد أمتى ، وقبل ماضحكته تخلص من وشه سمعت صوت رصا_صة وصرخة مالك".

 واختتمت: "بيني وبينه متر ونص وبجري عليه لاقيته أترمى فى حضني وبيقولي إلحقيني يامامي .. نزل من بين درعاتي وأنا بنزل معاه للأرض لحد مانام ولاقيت د_مه بيجري على الأرض وكأني بعيش مشهد فى فيلم .. صريخ بدون صوت لحد ماأستوعبت إن الرصا_صة سابت براح الكون كله وأستقرت فى راسه و كانت آخر حاجة قالها .. إلحقيني يامامي .. بس مالحقتوش وعيشت أصعب ٦٩ يوم فى المستشفى ورحل مالك 28/12/2022".

والجدير بالذكر، أن كان الطفل محمد مالك بطل من أبطال الجمهورية في لعبة التايكوندو، وكان ابنا مطيعا وحنونا على أمه، وكان مواظبا على الصلوات.

وبالتأكيد الله أخذه لحكمة، والجنة بلا شك مكان أفضل له من دنيانا الزائلة عاجلا أم آجلا، وربما بذلك رزق الراحة من هموم الدنيا.