أعلنت أجهزة الأمن التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الخميس، توقيف مواطن إسرائيلي بشبهة تنفيذ مهام تجسس لصالح جهات إيرانية، في أحدث تطور ضمن ما تصفه تل أبيب بـ«حرب التجسس المستمرة» مع طهران، والتي تستهدف شخصيات سياسية وأمنية إسرائيلية بارزة.
وقال كل من جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية في بيان مشترك، إن الموقوف يدعى فاديم كوبريانوف، يبلغ من العمر 40 عامًا، ويقيم في مدينة ريشون لتسيون، وقد جرى اعتقاله بعد الاشتباه بتورطه في مهمات مراقبة وتصوير أمنية بتوجيه مباشر من مسؤولين إيرانيين.
منزل بينيت
وأوضح البيان أن كوبريانوف هو الشخص الذي رصد وهو يقوم بتصوير محيط منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، مشيرًا إلى أن التحقيقات كشفت أنه تلقى تعليمات من جهات إيرانية بشراء كاميرا سيارة لاستخدامها في تنفيذ المهمة، بهدف توثيق الموقع وإرسال المواد المصورة إلى مشغليه في الخارج.
وخلال التحقيق، تبين أن نشاط كوبريانوف لم يقتصر على تصوير منزل بينيت، بل شمل تنفيذ مهام إضافية تمثلت في تصوير مدن ومناطق أخرى داخل إسرائيل، خارج نطاق مكان إقامته، وإرسال المقاطع المصورة مقابل مبالغ مالية، في ما اعتبرته الأجهزة الأمنية «نشاطًا أمنيًا خطيرًا يمس بأمن الدولة».
سجال بينيت مع طهران
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنه سيتم تقديم لائحة اتهام رسمية بحق المشتبه به، في وقت لاحق من اليوم، أمام المحكمة المركزية في مدينة اللد، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم أمنية والتعاون مع جهات معادية.
من جانبه، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت على الحادثة، مؤكدًا أن «محاولات إيران لإيذائي أو ترهيبي لن تثنيني عن مهمتي في حياتي»، في إشارة إلى طموحاته السياسية واحتمالات عودته إلى المشهد القيادي في إسرائيل.
ويأتي هذا التطور بعد أيام فقط من اعتراف بينيت بأن قراصنة مرتبطين بإيران تمكنوا من اختراق حسابه على تطبيق «تليجرام»، حيث أفاد بيان صادر عنه بأن القضية تخضع لمعالجة الأجهزة الأمنية، موضحًا أن هاتفه لم يتعرض للاختراق المباشر، لكن تم الوصول إلى حسابه، وتسريب قوائم جهات الاتصال وصور ومحادثات، بعضها حقيقي وبعضها «مفبرك».
وتعكس هذه القضية تصاعد الصراع الاستخباراتي غير المعلن بين إسرائيل وإيران، والذي يشمل – إلى جانب العمليات السيبرانية – تجنيد أفراد داخل إسرائيل لجمع معلومات حساسة، في وقت تحذر فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تزايد محاولات طهران اختراق الجبهة الداخلية واستهداف شخصيات سياسية وعسكرية مؤثرة.