يسعي اليو ديانج لاعب وسط فريق الأهلي الي قيادة منتخب بلاده مالي الي تحقيق مفاجأة أمام البلد المضيف المغرب في المباراة التي ستقام علي ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط غدا الجمعة في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لكأس أمم أفريقيا بالمغرب.
وبعيداً عن فوز المغرب على جزر القمر بهدفين دون رد في المباراة الافتتاحية، قدم المنتخب المغربي أداءً تقنياً رائعا في كيفية السيطرة على الكرة؛ حيث أظهرت الإحصائيات أن رفاق سفيان أمرابط نفذوا 647 محاولة تمرير، نجحوا في 582 منها، مما منحهم نسبة دقة تمرير بلغت 90%، هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو سلاح تكتيكي أرهق الفريق المنافس.
وبلغت نسبة الاستحواذ المغربية 70%، وبرز نصير مزراوي كمحرك للفريق بإجمالي 93 لمسة للكرة، بينما تقمص أمرابط دور "المهندس بإجمالي 75 تمريرة ناجحة، مما يوضح أن قوة المغرب تبدأ من عملية البناء المنظم التي ترهق الخصوم بدنياً قبل ضربهم بالسرعات الهجومية.
وحال تحقيق الفوز على مالي، يضمن المغرب التأهل للأدوار الإقصائية للمرة الخامسة توالياً، وهو إنجاز لم يتحقق منذ تلك الحقبة المظلمة بين عامي 2006 و2013 حين فشل الفريق في تخطي دور المجموعات في أربع نسخ متتالية.
كما يطمح رفاق براهيم دياز لتحقيق "الثنائية الافتتاحية" (الفوز في أول مباراتين) للمرة الرابعة في تاريخهم، مكررين إنجازات أعوام 2004 و2019 و2021.
وتاريخياً، يمتلك المغرب سجلًا مرعباً في مباريات "الجولة الثانية" حيث تجنب الخسارة في 16 مباراة من أصل 19 خاضها في هذا الدور عبر تاريخه، بواقع ثمانية انتصارات وثمانية تعادلات مقابل ثلاث هزائم، ولم يتذوق طعم الهزيمة في الجولة الثانية منذ نسخة 2012 أمام الجابون، بل إن الأسود يمتلكون حصانة خاصة عندما يستضيفون البطولة على أرضهم، ففي نسخة 1988 نجحوا في الفوز بمباراتهم الثانية أمام الجزائر، وهو ما يسعى وليد الركراكي لتكراره غداً، مستنداً إلى سلسلة "لاهزيمة" في دور المجموعات ممتدة لـ 12 مباراة متتالية (9 انتصارات و3 تعادلات)، ولم تهتز هذه السلسلة سوى مرة واحدة في آخر 14 مباراة مجموعات كانت أمام الكونغو الديمقراطية في 2017.
وتكتسب مواجهة مالي أبعاداً عاطفية وتاريخية خاصة للمدير الفني لأسود الأطلس، وليد الركراكي؛ فقد كان أحد العناصر الأساسية في التشكيلة التي خاضت مواجهة المنتخبين في نصف نهائي نسخة تونس 2004، وفي ذلك اليوم حقق المغرب فوزاً كاسحاً بأربعة أهداف دون رد، وهو الانتصار الذي مازال يصنف حتى الآن كأكبر فوز للمغرب في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، كما تظل هي الهزيمة الأثقل في تاريخ مشاركات مالي بالبطولة.
ويبقى الحذر واجباً من سيناريو "نسخة 2008" ، حين فاز المغرب في مباراته الافتتاحية بخماسية ثم سقط في الجولة الثانية أمام غينيا في طريقه لتوديع البطولة، وهو الفخ الذي يريد الركراكي تجنبه تماماً.
تحمل الموقعة أبعاداً رقمية خاصة لنجوم الفريقين؛ فالمهاجم المغربي أيوب الكعبي يدخل اللقاء منتشياً بكسر صيام شخصي طويل في البطولة القارية، مسجلاً هدفه الدولي رقم 30 في مباراته رقم 61، وهو ما يجعله أحد أكثر المهاجمين فاعلية في تاريخ المغرب الحديث، وبجانبه، يبرز إبراهيم دياز الذي نجح في التسجيل في ظهوره الأول، محاولاً قيادة الأسود لهدفهم رقم 90 في تاريخ البطولة.
ومن جانبه يدخل منتخب مالي المواجهة تحت ضغط "لعنة تاريخية" محيرة، حيث أن الإحصائيات الرسمية لكأس أمم أفريقيا تشير إلى أن "النسور" يعانون من عجز تام في مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات، فمنذ فوزهم الوحيد في هذه الجولة عام 2004 أمام بوركينا فاسو، خاضت مالي تسع نسخ متتالية فشلت خلالها في تحقيق أي انتصار في الجولة الثانية، حيث تعادلات خمس مرات وخسرت أربع مرات.
وهذا "النحس" الرقمي الذي يمتد لـ 21 عاماً يضع المدرب توم سينتفيت أمام تحد ذهني قبل أن يكون فنياً، خاصة وأن الفريق يواجه خصماً لم يخسر على مدار 12 مباراة متتالية في دور المجموعات ، إذ حقق 9 انتصارات و3 تعادلات، وتعود آخر هزيمة له في هذا الدور إلى عام 2017.
وفي المقابل، يمثل المالي لاسين سينايوكو الخطر الأكبر، حيث يسعى لتسجيل هدفه الخامس ليصبح وصيف الهدافين التاريخيين لبلاده في كأس أمم أفريقيا، وهو يمتلك قدرات هجومية عالية بتسجيله 4 أهداف في آخر 7 مباريات قارية خاضها.